نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

لله الرحمن الرحيم
ذكر كتابة الحكم والشروط وما يتصف به الكاتب ويحتاج اليه
ينبغى أن يكون كاتب الحكم والشروط عدلا، دينا، أمينا ، طَلقَ العبارة فصيح اللسان، حسن الخط ؛ ويحتاج مع ذلك إلى معرفة علوم وقواعد تعينه على هذه الصناعة ، لا بد له منها، ولا غنية له عنها : وهى أن يكون عارفا العربية والفقه متقينا علم الحساب، محررا القسم والفرائض، در با بالوقائع، خبيرا بما يصدر عنه من المكاتبات الشرعية، والإسجالات الحكمية على اختلاف أوضاعها، وأن يكون قـــد
(1)
أتقن صناعة الوراقة وعلم قواعدها، وعرف كيفية ما يكتب في كل واقعة وحادثة : من الديون على اختلافها ، والحوالات والشركات، والقراض، والعارية ، والهبة
والنحلة ، والصدقة والرجوع، والتمليك، والبيوع، والرد بالعيب والفسخ، والشفعة
(۲)
(۳)
والسلم، والمقايلة، والقسمة والمناصفة، والأجائر على اختلافها ، والمساقاة، والوصايا (1) يريد بالوراقة مصطلح الكتاب فى مكاتبهم، كما يستفاد ذلك مما يأتي بعد في صفحة ٦ من هذا السفر . وفى كتب اللغة أن الوراقة حرفة من يورّق و يكتب .
(۲) فى الأصل : «والمقابلة» بالباء الموحدة ؛ وهو تصحيف ، صوابه ما أثبتنا ، كما يدل على ذلك ما يأتي بعد عند الكلام على هذا الباب، ويريد بالمقايلة هنا : المقايلة الحاصلة في السلم ، اذ هي التي سيذكرها مع السلم بعد عند الكلام عليه . (۳) فى الأصل : «والمواصفة» بالواو مكان النون ؛ وهو تحريف ، إذ المواصفة هي أن يبيع ما ليس عنده ، ثم يبتاعه فيدفعه الى المشترى ؛ وسمى بذلك لأنه باع بالصفة من غير نظر . وهذا المعنى غير مراد هنا ؟

(9-1)
وسياق الكلام يقتضى ما أثبتنا .
۲۰