نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمن الرحيم
الباب الرابع عشر من القسم الخامس من الفن الثاني في الكتابة وما تفرع من أصناف الكتاب
ولنبدأ بأشتقاق الكتابة ، ولم تتميت الكتابة كتابة ، ثم نذكر شرفها وفوائدها ، ثم نذكر ما عدا ذلك أخبار المحترفين بها ، وما يحتاج كل منهم إليه ، فنقول
وبالله التوفيق والإعانة :
أصل الكتابة مشتق من الكتب وهو الجمع، ومنه سمى الكتاب كتابا ، لأنه يجمع الحروف، وسميت الكتيبة كتيبة، لأنها تجمع الجيش، وقد ورد في المعارف : أن حروف المعجم أنزلت على آدم عليه السلام في إحدى وعشرين صحيفة ، وسنذكر من ذلك طرفا عند ذكرنا لأخبار آدم عليه السلام في فن التاريخ، فهذا اشتقاقها
وأما شرفها - فقد نص الكتاب العزيز عليه، فقال تعالى - وهو أول ما أُنزل
(1)
ـ -
:
على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن بغار حراء في شهر رمضان المعظم أَقْرَأُ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَم
بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وقال تعالى : ( الرحن علم القرآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ علمه البيان)
·
وقال تعالى فى وصيف الملائكة : كرَامًا كَاتِبِينَ، الى غير ذلك من الآي (1) حراء كتاب وكرحى، والأخيرة ضعيفة أنكرها بعضهم، ويؤنث فيمنع من الصرف : جبل بمكة فيه غار تحنث أي تعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم . (۲) في صحيح البخارى أن الذى أنزل من هذه الآى فى حراء الى قوله تعالى : (إقرأ وربك الأكرم) وما هنا موافق لرواية الحافظ أبي عمر الداني من حديث ابن عباس كما في إرشاد الساري - ج ۱ ص ٨٥ ط بولاق باب كيف كان بدء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(V-1)
10