نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرهم النية
الفن الثاني
في الإنسان وما يتعلق به
وهذا الفن قد اشتمل على معان مؤنسة للسامع ، مشفة للمسامع ؛ مرصعة لصدور الطروس والدفاتر ، جاذبة لنوافر القلوب والخواطر ؛ واضحة البيان ، معربة عن وصف الإنسان .
فن تشبيهات فائقه ، وغزليات رائقه ، وأنساب طاهره ، ووقائع ظاهره ؛ وأمثال أمتدت أطنابها ، وتبينت أسبابها ، وأوابد جعلتها العرب لها عادة ودليلا، واتخذتها ضلالة وتبديلا، ونصبتها أحكاما ونُسُكا، وصيرتها عبادة ومداواة فتبوّأت بها من النار دركا، وشى من أخبار الكهان، وزجر عبدة الأوثان ؛ وكايات نقلت الألفاظ إلى معان أبهى من معانيها، وبلغت النفوس بعذُوبتها غاية أمانيها ؛ وألغاز غورت بالمعانى وأنجدَتْ ، وأشارت إليها بالتأويل حتى إذا قربتها من الأفهام أبعدت؛ ومدائح رفعت للمدوح من الفضل منارا ، وأهاجِي صيرت المهجو من القوم يتوارى ؛ ومجون ترتاح إليها عند خلوتها النفوس ، ويبتسم عند سماعها ذو الوجه العبوس ؛ وشيء مما قيل فى الخمر والمعاقره ، وأرباب الطرب وذوى المسامره ؛ وتهان نشرت من البشائر ملاء، ورفعت من المحامد لواء وتعاز حسرت نقاب الحسرات، وأبرزت
مصون العبرات .
۱۰
١٥