Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب | |||
2 | المقدمة |
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب | |||
2 | المقدمة |
تصدير
أعجب العرب بلغتهم إعجابا جعلها موضع فخرهم ومباهاتهم ، حتى لقد أنزل الله على رسوله الكريم معجزته الكبرى ( قرآنا عربيا ) تحدى البلغاء ، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من طرازه ، وحتى فخر الرسول بفصاحته
وتناول العرب لغتهم بالدراسة منذ فجر حضارتهم ، فرويت عن الرسول وصحابته الأقوال والأحكام التي تتعلق بها ، ونسب إلى بعض الصحابة والتابعين كتب في نواح خاصة منها . ثم كثرت هذه الدراسات اللغوية كثرة رائعة حتى إننا « إذا استثنينا الصين لا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته ، وبشعوره المبكر بحاجته إلى تنسيق مفرداتها حسب أصول وقواعد غير العرب ) (۱) ، ويحكى عن الصاحب بن عباد أن بعض الملوك أرسل إليه يسأله القدوم عليه ، فقال له في الجواب : أحتاج إلى ستين جملا أنقل عليها كتب اللغة التي عندى(۲) وتنوعت هذه الكتب اللغوية كثيرا إذ كان منها الرسائل التي تعالج نواحي خاصة أو موضوعات بعينها من اللغة العربية ، ومنها المعجمات الجامعة ، والدراسات التي دارت حول هذه المعجمات . وكثرت الأصناف تحت كل نوع من الأنواع الثلاثة ، فاشتمل الأول على موضوعات ربما لا يمكن إحصاؤها إلا بصعوبة ، واشتمل الثاني على معاجم تختلف فى الهدف والمنهج والميول وغيرها ، وحوى الثالث كتبا في نقد المعجمات والاستدراك عليها واختصارها وشرحها وشرح شواهدها وغير ذلك ولكننا لم نجد فى هذه الكثرة الرائعة كتبا تدرس المعجمات دراسة متعمقة مستقلة ، تربط بين المتشابه منها ، وتفرق بين المختلف، وتبرز الصلات بين كل منها ، وتصف المعالم العامة للتأليف في هذا اللون من الثقافة العربية ، وهو من أهم ألوانها ، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، مما حفزني على اختيار هذه الدراسة ، وقوّى من تصميمي على المضى فيها ، حتى أسد ثغرة في ثقافتنا
حقا عُنِي كثير من القدماء وبعض المحدثين من المستشرقين والشرقيين ببعض هذه المعاجم كالعين ، ودرسوها دراسة جيدة ، ولكن من حاول منهم دراسة الموضوع كله أتى فيه بمجرد لمسات من بعد ، ومَن أحسَنَ أتى بتخطيطات عامة لا تفيد شيئا
(۱) مقدمة معجم فيشر ص ٣
(۲) السيوطي : المزهر ١ : ٢