کتاب کا متن

تصویری کتاب

مقدمة ودراسة
مِ الله الرحمن
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد فإن العمل على تحقيق التراث العربي الإسلامي ونشره على الملأ ، هو أقل ما يجب على أبناء أمتنا العربية الإسلامية؛ لتصل من أمجادها ما قطعته يد الحدثان وعوادي الزمان. وإذ كان اللسان العربي هو وعاء هذه الحضارة العالمية والتراث الإنساني منقطع النظير، وهو في الوقت نفسه أداتها الفاعلة، ولسانها الفصيح وفكرها الناطق المعبر ، فإن أقدر الناس على العناية بهذا التراث أملكهم لزمام هذا اللسان وأخبرهم بأساليبه وأعلمهم بفنون التعبير به وبتشعب مدلولاته ليستوعب موضوعات العلوم المختلفة .
ولما كان التراث يعني ما ورثناه عن الأقدمين وما بقي للخلف من علوم السلف وفكرهم وأعمالهم ومنجزاتهم، فإن بإمكاننا أن ننظر إلى التراث كله على أنه نوع من التاريخ، أو أن نرى التاريخ هو التراث، والتراث هو التاريخ . . ومن أجل هذا وبسببه نجد كتبنا القديمة التي تحوي كنوز تراثنا لا تخلو من تاريخ يختلط بأي علم تخوض فيه، بل لم تكن العلوم فيها متمايزة إذا نظرنا إلى الغالب على أمرها ففي كتب الفلسفة فقه وتوحيد وعبادات وعلوم طبيعية وطب وأخلاق .. وفي كتب الدين قرآن وحديث وفقه وتاريخ ومنطق . . وأكثر ما نجد هذا الاختلاط والتمازج بين السنة والتاريخ، فما السنة الشريفة إلا
،
1