أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ومعه التتمة (ط. المدني)

محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - عطية محمد سالم

کتاب کا متن

کتاب کی تصویری شکل

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، الذى اصطفاه وجعله سيد ولد آدم أجمعين . الحمد لله الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء أكمل كتاب ، فكشف به ظلمات الجهل وأسباب العذاب ، وأماط به عن نفائس العلوم وذخائرها الحجاب ، وكشف به عن حقائق الدين وأسراره ومحاسنه النقاب ، وأخاص به العبادة للعزيز الوهاب ، وفتح به لنيل مآرب الدارين الباب ، وأغلق باتباعه والعمل به دون الشر جميع الأبواب ، تحى بوابل علومه القلوب النيرة أعظم مما تحي الأرض بوابل السحاب ، يتميز بتدبر آياته الخطأ من الصواب ، والقشور من اللباب ، وتجل ألفاظه ومعانيه وأحكامه وأخباره عن الوصمة والعاب كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) وعد الله متبعه ماهو خير وأبقى ، وقال فيه : فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ) .

وأوعد المعرضين عنه من جميع الأحزاب النار ، قال : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) وهو عام للكفار ، وشبه بالحمر المعرضين عنه من الكفرة ، قال : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ، كأنهم حمر مستنفرة ) فيكفي المعرض عنه أنه حمار ، وأنه من حمير النار . وبين تعالى أن المعرض عنه يحمل يوم القيامة مالا يستطيع له حملا ، قال : ( وقد آتيناك من لدنا ذكراً ، من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً ، خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حلا فتح الله تعالى به قلوباً غلفاً، وأعينا عمياً ، وآذانا صما ، وقال فيه : ( ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم