کتاب کا متن

تصویری کتاب

الجزء الأول
١
سورة الفاتحة
۱ - [قال الإمام جلال الدين المحلّي]:
سورة الفاتحة
مكية، سبع آيات بالبسملة إن كانت منها ، والسابعة صراط الذين» إلى آخرها . وإن لم تكن منها فالسابعة غيرُ المغضوب إلى آخرها ويُقدّر في أولها «قولوا»، ليكون ما قبل إياك نعبد مناسبًا له بكونه من مقول العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم ا
،
أنه – تعالى -
محمد
٢- الحَمدُ لله جملة خبرية ، قُصِدَ بها الثناء على الله بمضمونها من مالك لجميع الحمد من الخلق، أو مُستحِق لأن يَحمدوه. والله : عَلَمٌ على المعبود بحقِّ، رَبِّ العالَمِينَ ٢ أي : مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم. وكلّ منها يُطلق عليه عالَم - يقال : عالم الإنس وعالم الجن، إلى غير ذلك. وغُلب، في جمعه بالياء والنون أولو العلم على غيرهم. وهو من العلامة ، لأنه علامة على مُوجِده - الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أي : ذي الرحمة. وهي إرادة الخير لأهله. مَلِكِ يَومِ الدِّينِ ٤ أي : الجزاء. وهو يوم القيامة. وخُص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحد إلّا الله - تعالى – بدليل : «لِمَنِ المُلك اليوم؟ لِلهِ . «مالك» فمعناه : مالك الأمر كله في يوم القيامة، أي: هو موصوف بذلك غافِرِ الذَّنْبِ». فصح وقوعه صفة للمعرفة.

قرأ
سورة الفاتحة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الذين أنعمت عليهم غير الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥ أي : نَخُصّكَ بالعِبادة من توحيد وغيره، وتطلب منك المعونة على العبادة وغيرها . اهدِنا الصِّراطَ المُستَقِيمَ ٦ أي : أرشدنا إليه، ويبدل منه: ﴿صِراطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم بالهداية : ويُبدل من وغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وهم اليهود، (ولا) وغير الذين يصليه الضَّالِّينَ ٧ وهم النصارى. ونكته البدل أفادتْ أنّ المُهتدين ليسوا يهودًا ولا نصارى .
:
(۱) فسر المحلي سورة الكهف، وانتهى إلى آخر سورة الناس، ثم رجع إلى أول المصحف، فلما أنجز تفسير سورة الفاتحة والآيات ١-٢٦ من سورة البقرة، توفي كما قال الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير وانظر حسن المحاضرة ٢٥٣:١ وشذرات الذهب ٣٠٤٧ والظاهر أن السيوطي حذف تفسير المحلي لآيات ،البقرة، وكمل التفسير من أولها إلى آخر سورة الإسراء ونحن قدمنا تفسير سورة الفاتحة إلى أول الكتاب لمتابعة نسق المصحف الشريف. وسميت هذه الفاتحة لأنها يُفتتح بها القرآن الكريم في المصاحف، وتفتتح بها تلاوة القرآن في الصلاة والسورة: مجموعة محددة، من نص القرآن الكريم لها اسم خاص، تتضمن ثلاث آيات أو أكثر. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل قراءة الفاتحة : قال الله تعالى : قَسَمتُ الصَّلاةَ بَيني وَبَينَ عَبْدِي نِصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال العَبدُ: «الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ»، قالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبدِي. وإذا قال: «الرَّحمنِ الرَّحِيمِ»، قالَ اللهُ تَعَالَى: «أَثْنَى عَلَيَّ عَبدِي». وإذا قال: مالِكِ يَومِ الدِّينِ»، قالَ : مَجْدَنِي عَبدِي». فإذا قالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ»، قالَ : هذا بَيني وَبَينَ عَبدِي، ولِعَبْدِي ما سألَ. فإذا قال «اهدنا الصراط المُستَقِيمَ، صِراطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عليهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم، ولا الضَّالِّينَ»، قالَ: «هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل». الحديث ٣٩٥ من مسلم. وقال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها. صحيح مسلم بشرح النووي ۲ : ٣٤١ . وكون البسملة من السورة هو قراءة أهل مكة والكوفة. وإن كانت منها يعني شرط كون السورة سبع آيات مقيد بملابسة البسملة وفي أولها :أي في أول السورة وما قبل إياك نعبد أي : الآيات ١-٤. ومناسبا له أي: لـ «إياك نعبد من حيث إنه خطاب العباد للمولى. ومن قول العباد أي أنه تمجيد ودعاء على ألسنتهم حين التلاوة (۲) الرحمة : العطف بالإحسان والفضل والاسم : لفظ يطلق على الذات لتُعرف به، ويستدل به عليها والله : لفظ الجلالة اسمٌ عَلَمٌ للمعبود بحق وحده المتصف بالكمال المطلق، والواجب الوجود المستحق للألوهية والتوحيد ولجميع المحامد بذاته وصفاته وأفعاله. أصله إلاه على وزن فعال بمعنى مفعول من مصدر أَلِه، أي: عبد. فهو المعبود بحق وحده. وقد حذفت ألفه في الرسم اصطلاحا «إله»، ودخلت عليه أل» للتزيين اللفظي والتعظيم، فحذفت همزته للتخفيف، وأدغمت اللام الأولى في الثانية، وبقيت في الرسم اصطلاحًا أيضًا. والألف المحذوفة رسما تفخم في اللفظ مع اللام ،قبلها، وإذا كان قبلهما كسر وجب ترقيقهما لفظا، ولا تجوز الإمالة فيهما حفاظا على التفخيم. والرحمن أبلغ من الرحيم، لأنه يعم جميع الناس بالعطف والخير في الدنيا . والرحيم: مبالغة اسم الفاعل تخص المؤمن بالعطف والخير في الدنيا والآخرة. والحمد: ثناء اللسان والقلب بالفضيلة على الجميل الاختياري من نعمة وخير وجملة يعني التركيب المكون من المبتدأ والخبر المحذوف وقصد بها الثناء أي: إنشاء الثناء وإحداثه بالقول. وعلم أي: اسمٌ علمٌ خاص والعالم اسم لما يُعلَم به كالخاتم ورب للمبالغة في ثبوت الربوبية. ولأهله أي لمن يكون له ويُخص به. وملك يوم الدين أي : المتفرد بحيازة ما يكون فيه من الحساب والجزاء دون منازع واليوم : الوقت والزمن والجزاء : المكافأة بالثواب والعقاب وخُص أي: يوم الدين. وظاهرا أي : متحققا ظهوره للناس جميعًا ، خلافًا لما يظهر لهم في الدنيا أحيانًا . والدليل المذكور هو في الآية ١٦ من سورة غافر . وغافر الذنب : في الآية ٣ (۳) نعبد : نقدس بالتوحيد ونطيع ونطلب منك المعونة تفسير لـ (نستعين». والصراط الطريق الواضح. والمستقيم : المعتدل لا اعوجاج فيه ولا اضطراب. ويبدل منه أي من صراط. وأنعمت : تكرمت وتفضلت . والبدل من (الذين) هو غير»، فيه الدلالة على البيان والتوكيد. والمغضوب عليهم : عصاة الكفار سخط الله عليهم. واليهود أول وأشهر من وُصف بذلك . والضال: من خرج عن طريق الحق والخير. وأصح من وصف بهذا هم النصارى، إذا لم يؤمنوا برسالة الإسلام. والنكتة : الفكرة اللطيفة الدقيقة. وأفادت أوضحت وبيّنت . ويُسَنُّ للقارئ والإمام والمؤتم، بعد نهاية الفاتحة، قول «آمين»، أي: استجب يا ربّ. انظر الحديث ٧٤٧ في البخاري.
:
من تلك السورة
.