أعلام المكيين من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر - المعلمي - ط الفرقان 1-2

شا الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نستعينه ونستهديه ونتوكل عليه ونصلّي ونسلم على سيد الخلق أجمعين المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
: فقد اهتم أسلافنا رحمهم الله بتدوين تراجم أعلام الأمصار الإسلامية حتى لم تبق مدينة إلا وألف كتاب في تراجم أعلامها والواردين إليها. وقد أفادت الأجيال التالية فائدة كبيرة من تلك المدوّنات وأدركت أهميتها فجزاهم الله خير
الجزاء.
ومكة المكرمة مهبط الوحي أم الأمصار ومهوى أفئدة المسلمين جديرة بأن تبذل الجهود لتدوين تراجم أعلامها العلماء والواردين إليها والمجاورين فيها من كافة أنحاء المعمورة و المتوفين فيها. رحم الله التقي الفاسي أبي الطيب المكي الحسني مؤرّخ مكة وعالمها ومحدثها، وقاضي المالكية فيها المتوفى سنة ٨٣٢هـ، إذ قام بعمل جليل وجهد علمي ،قيم سد به ثغرة في هذا المجال بتأليفه كتاب ( العقـد الثمين في تاريخ البلد الأمين ). وقد عبّر عن هذا بقوله : ( تشوقت نفسي كثيراً إلى معرفة تراجم الأعيان من أهل مكة وغيرهم ممن سكنها مدة من السنين، أو مات فيها، وترجم ولاة مكة وقضاتها وخطبائها وأئمتها ومؤدنيها من أهلها وغيرهم )، إلى أن قال رحمه الله: ( وفتشت عن تأليف في ذلك فلم أر له أثراً ولا سمعت عنه عنه خبراً ) (1) .
(1) التقي الفاسي، محمد بن أحمد العقد الثمين، المقدمة، ص۳
(1)