کتاب کا متن

تصویری کتاب

تاريخ الأندلس
وفي العام التالى بدأ الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة
وقبل أن ندخل في تفاصيل هذا الفتح نقول إن مؤرخى إسبانيا يجتهدون في تصوير ملوك القوط ملوكا إسبانا وخاصة من أيام ريكاريدو الذى وحد الديانة، ولا مانع من قبول هذا الرأى وإن كان لا بد أن نقول إن القوط اعتبروا أنفسهم دائما طبقة ممتازة لا صلة لها بعامة الشعب وغالبية مكونة من الأيبيريين الرومان أى أهل البلاد الأصليين الذيين أخذوا بمظاهر الحضارة الرومانية ولیسى معنى ذلك أن الايبيريين تعلموا اللاتينية إذ الحقيقة أنهم لم يعرفوها أبدا، فظلت لغة الرومان في معسكراتهم وتعلمها ناس ممن اشتغل بالكتابة فى خدمة الرومان وعرضها رجال الدين، ولم يزد اتصال الأيربين بالحضارة الرومانية على ذلك.
ويرجع الفضل إلى الرومان في تقسيم إسبانيا إداريا وإنشاء الطرق الكبرى وتعمير المدن الرئيسية التي كانت كلها مراكز للحكم الروماني من مثل برشلونة وطرطوشة وطليطلة وماردة وقرطبة وإشبيلية التي عرفت باسم هيسياليا ومنها جاء اسم إسبانيا الذى أطلق على البلاد كلها فيما بعد.
أما القوط الغربيون فهم لم ينشئوا شعبا ولم يضيفوا إلى تراث الحضارة الإسبانية شعبا ذا بال، وعلى أي حال فهم كانوا أغرابا عن البلاد حتى أيام ريكاريدو وهذا الأخير لم يحكم إلا من عشرين سنة قبل دخول العرب، فلم تتسع أيامه أو أيام خلفائه فرصة لكي يصبحوا إسبانا .
وردريق أو لذريق وهو آخر من حكم من القوط كان رجلا مستبدا طاغية، ولكن التعصب الديني جعل منه فيما بعد بطلا إسبانيا، وعلى أي حال فعندما دخل المسلمون البلاد كانت بالاسم،
المسيحية مركزة فى العواصم، وكان الكثيرون جدا من اهل البلاد وثنيين أو مسيح الميار
وكانوا جميعا يثنون من وطأة القوط وظلمهم وضرائبهم، وكانت المدن في اضمحلال وانهيار،
فكان دخول العرب إنقاذا لها على الحقيقة
١٦