نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاتها في العلوم الاسلامية

أحمد الريسوني

کتاب کا متن

کتاب کی تصویری شکل

!
1
مقدمة
يتولى هذا البحث الكشف عن إحدى النظريات الكبرى التي تتشكل منها المنظومة المنهجية الأصولية في الإسلام وهي نظرية ينضوي تحتها وينبع منهـا عـدد كبير من المبادئ والقواعد التي وجهت التفكير الإسلامي ، وتحكمت في الإنتاج العلمي الإسلامي . وهي نظرية تعطي جهازا منهجيا واسعا ومنسجها ، لمعالجة عـدد لا يحصى من القضايا والمسائل العلمية والعملية التي يحتوى عليها الإسلام ، وتواجه العقل المسلم ، باعتبارها نوازل ومشاكل جديدة.
وهذه النظرية نبتت بذورها الأولى في ذهني منذ أكثر من عشر سنين. وبقيت طيلة هذه المدة تنمو وتترعرع ، وتتأصل وتتفرع ، وتنكشف لي معالمها وآثارها ، كلما اتسع تعاملي مع العلوم الإسلامية ، وكلما زاد تأملي في قوانينها وقواعدها.
وبالرغم من أني لا أستطيع أن أدفع عن نفسي الاعتقاد بأن هذه النظرية هي نظرية جديدة ، من حيث اكتشافها ، والكشف عنها كاملة ، ومن حيث تأصيلها عقليا ونتليا ، ومن حيث وضع ضوابطها ، ورفع إشكالاتها ، بالرغم من هذا ، فإني لا أنكر أن بعض الكلمات المضيئة لبعض علمائنا كانت حاسمة عندي في التنبيه على هذه النظرية ، وفي الإشارة إلى بعض مسالكها وجوانبها . وأخص بالذكر منهم ) ابن عبد البر ، وابن عبد السلام ، والقرافي ، والشاطبي ، رحمهم الله تعالى. وسيأتي كلامهم في مناسبات قادمة إن شاء الله تعالى.
وقد عرضت هذه النظرية ، وبسطت مسائلها عبر المراحل الآتية:
الأئمة:
المدخل: وقد خصصته لتقديم فكرة مختصرة عن هذه النظرية ، ولتوضيح بعض
المصطلحات الأساسية التي يدور عليها هذا البحث ، ولا تخفى ضرورة ذلك وأهميته.