رش البرد شرح الأدب المفرد - لقمان

رش البَرَد شَرْحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد
أ
مُقَدِّمَةُ الكتاب
مقدمة الكتاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين، المبعوث رحمة للعالمين، والمتمّم لمكارم الأخلاق للناس أجمعين، وعلى آله الطيبين وأصحابه الطاهرين الذين نهجوا سُننه ، واتبعوا من قوله أحسنه ، وتأدبوا بأدبه وتخلقوا بأخلاقه، وعلى سائر أوليائه المقربين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : كمال دين الإسلام
فقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم ، أن الإسلام هو الدين عنده، وأنه كامل و شامل، قال تعالى في سورة آل عمران/ ۱۹ هو إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَم. وقال في سورة المائدة الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَعْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا ) . ومن كمال هذا الدين الحنيف أنَّ الله تعالى بَين في القرآن الكريم، وبين رسوله الناطق بوحيه كل ما يحتاج إليه العبد المسلم لعبادة ربه كما ينبغي ولمناجاته وأداء حقه وتقوية الصلة به تعالى، ولإصلاح حياته الفردية وعلاقاته الأسرية وصلاته الاجتماعية، والتخلّق بالأخلاق الكريمة والتأدب بالآداب الرفيعة والتحلي بالفضائل العالية .
مكانة الأخلاق الإسلامية والآداب العالية في الإسلام ولما أنه دين جمع كل خير، فقد كانت الأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة لها نصيب كبير في تعاليم الإسلام، وقد وصف الله تعالى نبيه في مقام مدحه والثناء عليه بقوله : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ . وهذا يعني أنّ الخلق الكريم له مكانة عظيمة