کتاب کا متن

تصویری کتاب

وحلق الأرصاد والاسطرلابات والأرباع والعدد الهندسية وأدوات غالب
الصنائع "
بل نقف أمام نقطة هامة جداً وردت عرضاً في ترجمة الجبرتي لوالده ، ولا ندري لماذا لم تستوقف الباحثين عن كل شاردة وواردة تثبت تخلفنا المتأصل وليس العارض ! والد الجبرتي كان أشبه الرجال بعلماء أوروبا في عصر النهضة فقد كان و فريداً في صناعة التراكيب والتقاطير واستخراج المياه والأدهان
وهنا يخبرنا الجبرتي بالواقعة المثيرة .. وهي حضور بعض طلبة الإفرنج ( أي من الأوروبيين وربما من الفرنسيين بالذات ( إلى القاهرة حيث درسوا على الشيخ الجبرتي الكبير ، وتبادلوا معه المعلومات والآلات العلمية بل ويعتقد الجبرتي أن هذه المعلومات التي تلقوها عن والده كانت الأساس في التطبيقات أو الإنجازات التكنولوجية التي تحققت في أوروبا . ولعلنا نجد في هذه الفقرة من تاريخ الجبرتي ، أول تعريف عربي ، بل وربما أدق تعريف حتى اليوم رغم تعدد القواميس العصرية ـ للتكنولوجيا عندما يتحدث الجبرتي عن الدور الذي قام به هؤلاء الطلبة في الانتفاع بالمعلومات النظرية التي تلقوها من والده فيقول إنهم أخرجوا العلم من ( القوة إلى الفعل ) . وفي اعتقادي أن هذا هو التعريف الذي نطلبه لكلمة : ( تكنولوجيا ) .
-
وحتى إذا كان تدهورنا الحالي لا يسمح لنا بالتشبث بفرضية الجبرتي عن الدور الذي لعبته معارف والده في تطور الصناعة الأوروبية، ولا شك أنه غالى بعض الشيء ، إلا أنه لم يذهب بعيداً في تصور المسار الذي سلكته الحضارة . فما من شك في أن أوروبا قد نقلت المعرفة النظرية المتقدمة التي وصل إليها العقل العربي .. ولكن ظروفاً عديدة أشرنا إلى بعضها ، جعلت أوروبا هي المكان الذي طبقت فيه هذه الحقائق العلمية على الصناعة ، فكانت النهضة والصناعة الحديثة فالثورة
الصناعية
·
يقول الجبرتي :
ه وحضر إليه طلاب من الإفرنج قرأوا عليه علم الهندسة وذلك سنة تسع وخمسين
راجع كتبنا : : طريق المسلمين الى الثورة الصناعية ) .