الأذكار من كلام سيد الأبرار المسمى حلية الأبرار وشعار الأخيار (ت_ الأرناؤوط)

يحي بن شرف النووي محي الدين أبو زكريا

کتاب کا متن

کتاب کی تصویری شکل

بسم ائد الحر الحيم الجرال
مقدمة المؤلف
الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مقدر الأقدار ، مصرف الأمور ، مكور الليل على النهار ، تبصرة لذوي القلوب والأبصار ، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فأدخله في جملة الأخيار، ووفق من اجتباء من عبيده فجعله من الأبرار ، وبصر من أحبه فرهدهم في هذه الدار ، فاجتهدوا في مرضاته والتأهب لدار القرار، واجتناب ما يسخطه والحذر من عذاب النار ، وأخذوا أنفسهم بالجد في طاعته وملازمة ذكره بالشيء والإبكار ، وعند تغاير الأحوال في آناء الليل والنهار ، فاستنارت قلوبهم بلوامع الأنوار . أحمده أبلغ الحمد على جميع نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم ، الواحد الصمد العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيثه وحبيبه وخليله ، أفضل المخلوقين ، وأكرم السابقين واللاحقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين ، و آل كل وسائر الصالحين . أما بعد: فقد قال الله العظيم العزيز الحكيم : ( فاذكروني أذكر كم ) [ البقرة : ١٥٢ ] وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [ الذاريات : ٥٦] فعلم بهذا أن من أفضل - أو أفضل - حال العبد ، ذكره لرب العالمين ، واشتغاله بالأذكار الواردة عن رسول الله سيد المرسلين .
وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في عمل اليوم والليلة والدعوات والأذكار كتبا كثيرة معلومة عند العارفين، ولكنها مطولة بالأسانيد و التكرير، فضعفت عنها همم الطالبين ، فقصدت تسهيل ذلك على الراغبين ، فشرعت في جمع هذا الكتاب مختصراً مقاصد ماذكرته تقريباً للمستنين ، وأحذف الأسانيد في معظمه لما ذكرته من إيثار الاختصار ، ولكونه موضوعاً للمتعدين ، وليسوا إلى معرفة
-1-