Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0060042 |
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0060042 |
المقدمة العامة للكتاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين، ورضي الله عن أصحابه البررة ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وبعد: فلعل أحدا لا ينكر أن التقدم المادي الذي ننعم به اليوم هو من انتاج التقدم الفكري. ولع أحدا لا ينكر أن الارتجال من طبيعته أن لا ينتج إلا عملا أهوج قليل الفائدة. أما التفكير العلمي المقنن والتخطيط المسبق هما اللذان يرفعان من مستوى الانتاج الفكري والانتاج الفكري المتقدم، سواء في محال العلوم الطبيعية أو العلوم الانسانية هو الأساس للتقدم المادي. وإذا لم نرفع من مستوى انتاجنا الفكري فيما يتصل بعلوم فرض الكفاية فلن نحصل على انتاجه المادي. وسنبقى عالة على غيرنا الذي يحصل على موادنا الخام بثمن بخس ويرده علينا بعد تصنيعه بأثمان باهضة. وسنبقى أبد الدهر أمة مستهلكة، لا منتجة. ولكي نرفع من مستوى الانتاج الفكري لابد أن نرفع من مستوى الأبحاث العلمية التي نقوم بها. فالأبحاث العلمية الجيدة في محال العلوم الطبيعية كانت سببا في تقدم الصناعة والزراعة وغيرها من مسلتزمات الحياة المادية. والأبحاث العلمية الجيدة في مجال العلوم الانسانية كانت سببا في تقدم أساليب الادارة والتسويق اللازمة للتقدم المادي.
وفي الوقت الذي تسهم فيه المعلومات النظرية في بعض بحالات المعرفة اسهاما كبيرا فان المعلومات النظرية لا تسهم إلا بقدر ضئيل في محالات أخرى للمعرفة، ومنها مجال البحث العلمي.
1