Text

PDF

الله الرحمن الرحيم
التراث السرياني المنقول
في العصور الحديثة إلى اللغة العربية
تمهید
يتألف التراث السرياني من عدد كبير من الكتب والرسائل والمقالات التي دونت باللغة السريانية، منذ بدء التأليف بهذه اللغة حتى أوائل العصر الحديث. لقد أصيب هذا التراث بما أُصيب به صنوه التراث العربي من آفات ورزايا بتوالي الأزمان، أدت إلى إتلاف الكثير منه ومحوه. فضاع من جراء ذلك جانب منه لا يستهان به، على غرار ألوف الكتب العربية التي ضاعت بسبب الحروب والقلاقل والفتن ونكبات الطبيعة. هذا إلى ما لجهل الإنسان وإهماله من أفاعيل في إتلاف الكتب وتدميرها.
ومع
ذلك كله، فإن شطراً حسناً من التراث السرياني قد سلم، تزخر به دور الكتب الكبرى في ديار الشرق والغرب. وغيرها من المؤسسات كالمتاحف والديارات والكنائس والمعاهد.
ولما كانت اللغتان العربية والسريانية قد شاعتا في مواطن كثيرة من بلدان الشرق الأوسط والأدنى، كان لا بد من أن تتأثر إحداهما بالأخرى، وتتفاعل بطريق الترجمة» و «الاقتباس». وفي المصادر التي بيدنا أمثلة لا تحصى على التصانيف التي نقلت من السريانية إلى العربية، أو من العربية إلى السريانية وما بحثنا الذي نقدمه اليوم إلى القراء، إلا صفحة من صفحات هذا التبادل الثقافي الذي يتمثل في هذه المؤلفات السريانية المنقولة إلى اللغة العربية خلال القرون الأربعة أو الخمسة الأخيرة. أما ما قبل ذلك، وأعني به عصر ازدهار التبادل الثقافي بين هاتين اللغتين ولا سيما في أيام الدولة العباسية، فقد أغنتنا المراجع العربية وغيرها عن الخوض فيه. وأرى أن أشير في هذا الصدد، إلى المراجع الآتية :
1