إعلاء السنن - التهانوي - ط إدارة القرآن 1- 22

ظفر أحمد العثماني التهانوي

Text

PDF

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة لتحقيق
الحمد لله الحكم العدل ، الخبير البصير ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، سيد أولي العلم والحكم ، البشير النذير ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه السائرين على نهجه المنير ، الذين قعدوا للسنة المطهرة وعلومها القواعد ،
6
وضبطوا لحفظها كل شارد ووارد ، وردوا عنها كيد كل مفتر وكائد وحفظوها وحافظوا عليها من الأقارب والأباعد ، وبذلوا في تحقيق ذلك النفس والنفيس من كل كريم وماجد
فجزاهم الله خيراً. عن الأمة والإسلام ، وأقر عيونهم برضوانه العظيم في دار السلام ، ورزقنا السير على منهاجهم لبلوغ المرام . أما بعد: فقد ألف العلماء كتباً كثيرة في علوم الحديث الشريف وقواعده ، وتفننوا فيها غاية التفنن ، حتى كاد الواقف عليها يقول : إنهم استوفوا فيها كل شيء ، فلم يتركوا زيادة لمستزيد ، أو ثغرة لمستدرك أو متعقب ولكن سرعان ما يتتبدد هذا ، عندما نقف بين حين وآخر من هذا العصر على آثار إخواننا علماء الهند وباكستان في هذا العلم الشريف، فنجد لديهم : الجديد والمفيد ، والنادر الفريد ، ويتبدى لنا صدق كلمة الإمام ابن مالك النحوي ، في فاتحة كتابه « التسهيل » ، إذ يقول رحمه الله تعالى : وإذا كانت العلوم منحاً إلهية، ومواهب اختصاصية ، فغير مستبعد: أن يدخر لبعض المتأخرين ، ما عسر على كثير من المتقدمين ، نعوذ بالله من حسد يسد باب الإنصاف ، ويتصد عن جميل الأوصاف » . وإن من مصداق هذه الكلمة الصادقة ، كتاب : إعلاء السنن