تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر-التلمساني

محمد بن أحمد بن قاسم بن سعيد العقباني التلمساني أبو عبد الله

Text

PDF

بن البلد البشر من الرحيم
وَصَلَّى الله على سيدنا مُحَمَّدٍ وسلم
5
يَقُولُ الْعَبْدُ المُفْتَقِرُ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ بِتَفْصِيرِهِ وَعَبْبِهِ رَاجِي رَحْمَتِهِ عُبَيْدُهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ سَعِيدِ الْعُقْبَانِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَرَحِمَهُ بِمَنْهِ وَكَرَمِهِ آمِينَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَمَعَ بِوَاجِرِ عِقابِهِ وَحَدَّهِ . مَنِ ارْتَكَبَ مُخَالَفَةَ نَهْبِهِ وَأَمْرِهِ . وَصَدَعَ بِأَلِيم عَذَابِهِ وَصَدِّهِ . قَلْبَ مَنْ نَازَعَ الْحَقِّ فِي مَلْموسِ سِرِّهِ أَوْ وُضُوحٍ جَهْرِهِ ، وَرَدَعَ الْكَابَةَ بِحِمايَةِ الخَاصَّةِ لِبَيْضَةِ الْإِسْلامِ وَمَا اختَوَتْ عَلَيْهِ مِنْ مَصَالِحٍ الْأَنَامِ فِي طَيْ الإبلاغ وَنَشْرِهِ حُلْوِهِ ومُرَّهِ . وَشَرَعَ فِي خَلْقِهِ الْإِسْتِنَانَ بِغْيِيرِ المَناكِرِ وُجوبًا مُؤكَّدًا وَفَرْضًا مُوْيَّدًا مَا تَعَاقَبَتِ الملوانِ فِي أَزْمِنَتِهِ وَدَهْرِهِ . وَجَعَلَهُمْ فِي هَذِةَ المِلَّةِ السَّحَاءِ . والشِّرْعَةِ الْغَرَّاءِ . بِهَذَا السَببِ الْمَكِينِ ، وَالْحَبْلِ الْمَتِينِ . مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ وَأَكْمَلَ لَهُمْ دِينَهُم الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَأَتَمَّهُ فَسَطَحَ نُورُهُ عَلَى الأديانِ بِعِنايَةِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ 10 تكريمًا لِشَأْنِهِ وَتَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ نَحْمَدُهُ عَلَى ما أَسْدَى عَلَيْنَا مِنْ نِعَمِهِ المُتَظَافِرَةِ . وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَبْدَى لَدَيْنَا مِنْ آلائِهِ المُتَوَاتِرِةِ . وَنُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ خَيْرٍ مَنْ أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَى مَكْنُونَاتِ غَيْبِهِ وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ مِن نَبَاءِ الكَريم قولا ثقيلا فَتَلَقَّاهُ بِسامِي جَاشِهِ . وَحَاضِرِ ذِكْرِهِ وَأَمْرِهِ . أَنْ يَصْدَعَ بِما أَتَاهُ . وَيُعْرِضَ عَمَّنْ نَادَاهُ . بِبادِي جُحْدِهِ وَعِنادِ كُفْرِهِ . فَلَمْ يَزَلْ دينة الْقَوِيمُ وَهَدْيُهُ الْمُسْتَقِيمُ يَظْهَرُ وَيَبْدُو . وَيَسْمُو وَيَعْلُو . حَتَّى دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ 15
أَفْوَاجًا . (1022) وَأَوْلَجَ المُكَذِّبُونَ لَهُ أَنْفُسَهُمْ إِيلَاجًا . بِمُرْهَفَاتِ هَذَا النَّبِيُّ الْكَرِيم . وَأَسِنَّة قَهْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَعِشْرَتِهِ الكِرامِ وَحِزْبِهِ مَا دَامَ الْمُسَبِّحُ لِلَّهِ مِنْ حَيْ وَنَبَاتِ وَصُلْدٍ وَجَمَادٍ وَيُسبِّحُهُ فِي بَرِّهِ أَوْ بَحْرِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَنْ أُقَيْدَ لَكَ مَا حَضَرَنِي إملاوهُ . وَأَنْهِي لِلْمُسْتَرْجِي والناظِرِ وَالقارئ ما وَسِعَنِي إِنْهَاؤهُ . في شَأْنٍ الوَاجِبِ مِنْ تَغيير المُنكَرِ وَعَلَى مَنْ وُجُوبُهُ . وَفِي أَي وَقْتِ يَجِبُ وَمَا يُسْقِط وُجوبَهُ . بِحُدُوثِ مَا يُتَّقَى أَوْ يُحْذَرُ 20 وَمَا يَفْتَرِقُ بِهِ الْمُنْكَرُ مِنْ غَيْرِهِ مِمَّا لَا يَسُوغُ أَنْ يَبْدُوَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ أَوْ يَظْهَرَ وَهَل التَّغْبِيرُ مَخصُوص بِأَهْلِ هَذَا الدينِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَوائِفَ أَوْ يَشْمَلُ مَنْ آمَنَ وَمَنْ كَفَرَ فَاعْلَمْ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِالْعِصْمَةِ مِنْ زَلْةِ الْقَدَمِ وَعَبَثِ الْقَوْلِ فِي
وَفَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ لِجَادَةِ الصواب
#
الْخِطَابِ أَوْ الْكِتَابِ . أَنَّ عُلَمَاء الْأُمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَسَطُوا الْقَوْلَ عَنْهُمْ بَسَطُوا الْقَوْلَ فِيمَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ الْمَنَاكِرِ . وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالزَّوَاجِرِ الشَّرْعِيَّةِ لِحِفْظِ الشَّعَائِرِ . فِي كُتُبِهِم الْمَبْسُوطَةِ المَشْهُورَةِ . 25