Text

PDF

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
۱ - اهتم المسلمون منذ عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتدوين القرآن الكريم وكتابته : وكانت التفاتة طيبة من التي الكريم أن يقبل من بعض أسارى بدر نظير حريته تعليم عشرة من صبيان المسلمين القراءة
والكتابة .
- .
ولما كان هذا القرآن هو مصدر التشريع فقد اعتنى به الخلفاء بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فجمعه أبو بكر صحفاً متفرقة من عند الناس ، وبقيت هذه الصحف عنده حتى اختاره الله إلى جواره فانتقلت إلى أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه ثم إلى بيت حفصة أم المؤمنين وزوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
-
ولما جاء عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - واتسعت رقعة الإسلام وتباعدت أطرافه قرأ كل مصر القرآن بلغة تخالف لغة أهل المصر الآخر .. فحضر حذيفة بن اليمان إلى مقر الخليفة وأخبره بما سمع ورأى من اختلاف الناس في قراءة القرآن وبصره بسوء العاقبة إن لم يحتط لنفسه ودينه ، فاقتنع عثمان بمشورة حذيفة وعهد من فوره إلى أربعة من خيار الصحابة أن يكتبوا المصحف كله فكتبوه في عدة نسخ ، أرسل منها الخليفة نسخة إلى الكوفة وثانية إلى البصرة وثالثة إلى مكة ورابعة إلى الشام ، وأبقى واحدة لأهل المدينة ، واحتفظ لنفسه بالنسخة السادسة والأخيرة وهى التى كان يتعبد بقراءتها حين دخل عليه الثوار وقتلوه .
ولم تقف همة المسلمين عند تدوين القرآن وكتابته ، وإنما اهتموا
أيضاً بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وما اشتملت عليه