أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني أبو العباس تقي الدين
نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
الكتاب المُصوّر
1
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد
فإن مؤلف هذه الرسالة هو الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ، وهو من أعلام هذه الأمة ، وهو أكبر من أن يترجم له في مثل
هذا التقديم، لكن هذا لا يمنعنا من ذكر كلمة موجزة في هذا الصدد
ولد أبو العباس أحمد بن تيمية عام ٦٦١ هـ ببلدة حران في الشام ، وهو من أسرة شغوفة بالعلم ؛ فأبوه كان من أعيان الحنابلة وجده كان من الحفاظ الأعلام . ومما ألفه جده كتابه «منتقى الأخبار » والذي شرحه الشوكاني في كتابه « نيل
الأوطار »
وقد أوتى ابن تيمية ذكاء وحفظا ؛ فحصل كثيرا من العلوم الشرعية وغيرها في زمن يسير ، وقد وُجد ابن تيمية فى عصر كثرت فيه البدع والشركيات . وانتشرت فيه المقالات المخالفة لمقالات أهل السنة والجماعة عند كثير من علماء عصره والقضاة والمفتين ، فنافح عن مذهب أهل السنة والجماعة ، وجاهد في سبيل هدم الشرك وإماتة البدعة ؛ مما عرضه لمتاعب جمة ، حتى قاده ذلك إلى السجن أكثر من مرة - وهذا وذاك لايزيده إلا إصراراً على التمسك بالحق والدعوة إليه - . وقد اتحد ضده كل أصحاب المقالات الباطلة ، والعقائد الفاسدة ، وعقدوا له أكثر من مجلس لمناقشته فيما يقول ، وكان يخرج منها منتصرا عليهم بفضل الله ، وكان يقول عن هؤلاء الأعداء جميعاً : ما يصنع أعدائى بى أنا جنتي وبستاني في صدري ، أينما ذهبت فهى معى ، إن حبسوني فحبسى خلوة ، وإن أخرجوني من بلدى فخروجى سياحة ، وإن قتلونى فقتلى شهادة ، حقاً ماذا يفعل أعداء رجل
هذه صفاته ؟ !
وكما جاهد ابن تيمية العدو الداخلى ، فقد جاهد العدو الخارجى ، الذي اعتدى على ديار الإسلام ؛ جاهد بنفسه وبفتاويه ، وقد كان لفتاويه بقتال الطائفة الممتنعة عن بعض شرائع الاسلام - حتى لو أقرت بالشهادتين - الأثر الكبير في إقدام المسلمين على قتال التتار ، الذين أظهروا الاسلام بأقوالهم وحكموا بغير شريعة الله ، وقال محمساً لهم على قتال أولئك القوم الذين أظهروا الإسلام بأقوالهم وامتنعوا عن الالتزام بشرائعه ، قال لهم « لو رأيتموني في هذا الجانب ـ يعني مع التتار ـ وعلى رأسي المصحف فاقتلوني » ، يعني بذلك أنه لا ينبغي لهم أن يتشككوا في قتال من