نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مقدمة المشرف على (المَكْتَبَة العِلْمِيَّة)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المشرف على (المَكْتَبَة العِلْمِيَّة)
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين نبينا محمد وعلى
آله
وصحبه أجمعين. وبعد :
فإنَّ الله عزّ وجلَّ أنزل كتابه وأرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ شريعته، فقال الله عزّ وجلَّ : ويَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلَغَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ. فبلغ رسولُ الله الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة، وبيَّن الحلال والحرام، فعلَّمَ النَّاسَ دين ربِّهم بالشريعةِ الحنيفيةِ السَّمحةِ كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ. ومِنْ ثَمَّ حمل ونقل هذه الأمانة صحابته الكرام رضوان الله عليهم فأتوا كما سمعوا حتى وصل حديث نبينا القولي منه والفعليّ والتقريري إلى أصحاب المُصَنَّفات.
وفي هذه المقدمة الوجيزة أختصر تاريخ تدوين السنة النبوية إذ مرت بثلاث مراحل - إجمالاً - :
المرحلة الأولى : تصنيف السُّنَّة النبوية: حفظاً لها عن ذهاب حفَظَتِها ودُرُوس أهلها. فكان من أوائل من قام بهذا الأمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز لله بتكليف الإمام أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني ( ۱۲۰ هـ). والإمام محمد بن مسلم بن شهاب