نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0050768 | |||
2 | KTBp_0050768 |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0050768 | |||
2 | KTBp_0050768 |
الكتاب المُصوّر
الفصل الأول
الأجرام السماوية والمناخ
*
الشمس والقمر
*
يتصور الرولة أن القمر ينظم حياتهم ، فهو يكثف أبخرة الماء ، ويجذب السحب الممطرة ، ويستقطر الطل النافع على المرعى ، ويتيح للنباتات - ولاسيما المعمرة منها التى هى جليلة الأهمية للإبل - النمو والحياة المديدة )
وهو يجود على البدوي المتنقل بأمان نسبي وهجوع منعش
·
ويتصور البدو ، من ناحية أخرى ، أن الشمس تتحرق لتدمرهم ، فهى تسرع في إيباس كل رطب ، لا من مكونات الأرض وحسب، بل من النبت والحيوان والإنسان، إنها لتقضى على الحياة بمظاهرها كافة ، وتمكن الأعداء من الغزو بإتاحتها لهم الرؤية الجَليَّة . وهى تنتقم من الناس والأنعام الهالكة بإحالة الأجساد الميتة سما زعافًا . والشمس أنثى قوية نحيلة ممتلئة شبقاً وغيظاً . وهى ، لأنها عقيم ، توجس ، في قلبها ، غيرة من الحياة ، بمختلف ألوانها ، وتقضي عليها في مهدها . وكانت الشمس ( الأنثى ) ، مذ عرفها البدو ومافتئت ، مُسنَّةَ بقدر ماكانت غـيـوراً وشـحـيـحـة . أكانت في أي وقت مضى أصغر سنًا مما هي عليه الآن ؟ وهل أنجبت ذرية ؟ هذا ما لا سبيل إلى معرفته . ولكن الرولة يرون أن لو عادت الشمس فتية وحملت الأطفال لأضحت ، في الحال ، أرق وأكْثَرَ حنانًا .
أما القمر ففتى مبتهج ، مفعم بالنشاط والحيوية ، والشمس زَوجه ، لكنه لا يشاطرها عش الزوجية فهو يبقى معها في آخر أيامه وهو سرار ، وأول أيامه
وهو هلال ، من أجل المعاشرة الزوجية، لكنه غير قادر على إشباع رغبتها