تهذيب التفسير وتجريد التأويل (ط. 2)

عبد القادر شيبة الحمد

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَمَى وَالْمَسَكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ وَآمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ الله إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَدِ وَلَكِن ليَقضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ليهلك من هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَى عَنْ بَيْنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعُ عَلِيمُ الله إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَنكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَنَتَزَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَدِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ الله
٤٢
بعد أن ذكر الله عز وجل بشارته للمؤمنين بأن الكفار سينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وأنها ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، بشر المؤمنين هنا بأنهم سيغنمون أموال الكافرين وبين لهم أن هذه الغنائم يكون للمقاتلين أربعة أخماسها وأن خمسها يكون لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وأشار إلى أن من آمن بالله وما أنزل على عبده يــوم الفـرقـان يـوم التقـى الجمعان في بدر يزداد قلبه إيمانا بعظيم قدرة الله وكمال علمه وحكمته وقضائه وقدره وأن الأمور كلها بيد الله وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن حيث