التفسير الوافي المفيد لفهم القرآن المجيد

فخر الدين قباوة

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

١- سورة الفاتحة
١ - سورة الفاتحة
الجزء الأول
السورة: مجموعة من الآيات لها اسم خاص. والفاتحة: السورة التي يُفتتح بها القرآن الكريم في المصاحف، وتفتتح بها تلاوة القرآن في الصلاة، ولها بضعة وعشرون اسما ، آخر لفضلها بين سور القرآن الكريم. وقال الرسول له في فضل قراءة الفاتحة: قالَ اللهُ تعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيني وَبَينَ عَبدِي نِصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قالَ العَبدُ: «الحَمدُ لله رَبِّ العالَمينَ قالَ اللهُ تَعَالَى: «حَدَنِي عبدِي»، وإذا قال: «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قالَ اللهُ تَعَالَى: «أثنى عليَّ عَبدِي»، وإذا قالَ: «مَالِكِ يَومِ الدِّينِ» قالَ: «مَجَدَنِي عَبْدِي»، فإذا قالَ: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ» قال: هذا بَيني وَبَينَ عَبدِي ، ولعبدي ما سأل»، فإذا قال: «اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقِيمَ، صِراطَ الَّذِينَ
أنعمت عليهم، غَيرِ المَغضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ قالَ: «هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل». الحديث ذو الرقم ٣٩٥ من صحيح مسلم. تفسير المفردات: باسم الله أي: نبدأ باسمه تعالى والاسم: ما يُطلق على الذات لتُعرف به ويستدل به عليها. والله المعبود بحق وحده المتصف بالكمال المطلق، والواجب الوجود المستحق للألوهية والتوحيد ولجميع المحامد بذاته وصفاته وأفعاله. والرحمن: العظيم الرحمة، يعمّ
جميع الناس والمخلوقات بالعطف والخير والإحسان في الدنيا. والرحيم: يخص المؤمنين بالعطف والخير في الدنيا والآخرة. ۱ :الحمد كل الثناء باللسان والقلب على صاحب جميل النعمة والخير والله :أي: يملكه الله ويستحقه. والرب: الخالق المالك المتفرد يرعى مصالح ملكه. والعالمون: مجموع أجناس المخلوقات، كالناس والملائكة والحيوان والنبات والجماد وهو ملحق بجمع المذكر السالم واحده: العالم ٢ الرحمن الرحيم: انظر تفسير الآية الأولى. ٣ المالك: المتفرد بالحيازة والتصرف. واليوم الزمن والوقت والدين: المكافأة بالثواب والعقاب. ٤ إياك أنت وحدك. ونعبد: نقدس بالتوحيد ونطيع . ونستعين نطلب المعونة. ٥ اهدنا: أرشدنا ووفقنا في الاتباع والصراط الطريق الواضح. والمستقيم المعتدل لا اعوجاج فيه ولا اضطراب. ٦ أنعمت : تكرّمت بالهداية وتفضّلت. والمغضوب عليهم: عُصاة الكفار سخط الله عليهم، وهم اليهود ومن قلّدهم أو أتبعهم. والضالون: الذين خرجوا عن طريق الحق والخير وهم النصارى، إذا لم يؤمنوا برسالة الإسلام، وكذلك من اتبعهم أو قلّدهم. ٧
المعنى العام: يعلم الله المؤمنين أن يخصوه بالثناء الجميل على نعمه وفضله
سورة الفاتحة
الْحَمْدُ لله رب العلمين ا الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الذين ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَمِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُو
عليهم ولا الضالي
.
الله،
ويوحدوه ويستعينوا به ،وحده ويطلبوا منه الهداية إلى طريق المؤمنين، بعيدًا عن اليهود والنصارى أي نبدأ تلاوة القرآن باسم مستعينين به على الأداء والتوفيق، وطالبين منه القبول. فالثناء الجميل كله مستحق لله وحده، وهو خالق العالمين وراعي مصالحهم، يعطف عليهم برحمته في الدنيا ويخص المؤمنين بذلك في الآخرة، ويتصرف بما في يوم الحساب من الجزاء، دون معين أو مشارك أو منازع. وياربنا، نقدسك نحنُ - المسلمين جميعًا - ونطيعك وحدك. أرشدنا إلى دين الإسلام الطريق الواضح الذي لا اضطراب فيه، طريق الذين أكرمتهم بالإيمان وتفضّلت عليهم بالهداية، لا اليهود المطرودين من رحمتك ولا النصارى الذين كفروا بدينك الحنيف ولا من اتبع أو قلد أولئك أو هؤلاء في العمل والأخلاق . آمين.
وعلى القارئ والسامع والإمام والمؤتم في الصلاة، بعد نهاية الفاتحة، أن يقولوا: «آمين»، أي: استجب ، يا ربّ. انظر الحديث ذا
الرقم ٧٤٧ في صحيح البخاري.