امتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأموال الحفدة والمتاع (ج 1) (ت_ شاكر)

أحمد بن علي المقريزي تقي الدين

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ (مقدمة المؤلف) وإِيَّاكَ نَسْتَعينُ ؛ وصلَّى الله على نبينا محمد الذي من به على عباده المؤمنين ، إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسولاً من أنفُسِهِمْ يَتْلُو عليهم آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويعلمهم الكِتابَ والحكمة وإن كانوا من قبلُ لَفِي ضلال مبين ؛ وأرسله بالشرع العام ، إلى جميع الأنام ، ليكونَ رحمة للعالمين ، ونجاة - لِمَنِ اتَّبعه - من خِزْيِ الدُّنْيَا وليكونَ في الآخرة من الفائزين ؛ فبلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة ، وأدّى الأمانة ، ، ونصح الأمة ، وكشف الغُمَّة ، وأعدَّ لجهاد أعداء الله تعالى الأسلحة والعتاد ، وارتبط في سبيل الله عز وجلّ المُسَوَّمَةَ الجياد ، ونهض لمحاربة مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ بنفسه تارة ، وندب لهم آونة من صحابته مَنْ رَضِيَه لذلك واختاره ، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون ، فقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا والحمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ؛ اللهم صل عليه من نبي كان يأكل الطيِّبَاتِ مِن الطعام ، ويَنْكِحُ المبرّآتِ من العيوب والآنام ، ويستخدم الموالى من الأرقاء والأحرار ، ويُصرفهم في مهنته ومُهِمّاته الجليلات الأقدار ؛ ويركب البغلة الرائعة ويلبس الحبرة 10 والقباء (1) ، ويمشي منتقلاً وحافياً من مسجده إلى نحو قباء (٢) ؛ ويدَّخِرُ لأهله مما أفاء الله عليه أقوات سَنة كاملة ، ويجعلها تحت أيديهم مُخْرَزَةٌ حاصلة ؛
١٠
(۱) الحبرة : ضرب من البرود اليمانية موشى مخطط . والقباء : ثوب مفتوح من أمام ثم تضم أطرافه بأزرار ؛ ويقال هو من لباس الأعاجم (۲) قباء : مكان بالمدينة كانت به مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وفيه بني مسجدها الذى أسس على التقوى ، كما وصفه الله تعالى . وسيأتي ذكره