إسهام المرأة في وقف الكتب في منطقة نجد

مقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم
حظي موضوع الوقف في الآونة الأخيرة بعناية ملحوظة من قبل الباحثين والدارسين وتجاوز الاهتمام به حدود تناول الأحكام الفقهية والمسائل الشرعية المتعلقة به إلى الحديث عن دوره الثقافي والاجتماعي في بناء صرح الحضارة العربية الإسلامية ، ولعل من أبرز الدلائل على ذلك هذه الندوة المباركة التي خصصت لمعالجة موضوعات تعالج أموراً تتعلق بوقف الكتب والمكتبات في المملكة العربية السعودية ، وكان لي شرف المشاركة في هذه الندوة بهذا الموضوع الذي يركز على إسهام المرأة في وقف الكتب حيث عالجت فيه جانباً محدداً يتصل بما قدمته المرأة في جزء من أجزاء المملكة وجاء اختياري للموضوع بحدوده الضيقة بسبب عنايتي بالكتابة عن المرأة في منطقة نجد منذ القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي والى الفترة الراهنة.
ولما كان الحديث يتطلب تمهيداً يوضح التواصل بين الحاضر والماضي فقد عمدت إلى تقديم نماذج توضح إسهام المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي في مجال الوقف لإظهار قدم مشاركتها وأنها أسهمت منذ بداية التاريخ الإسلامي في دعم مجتمعها عن طريقه.
معنى الوقف:
قبل أن أخوض في إظهار مشاركة المرأة وإسهامها في الوقف قديماً و إسهام المرأة المعاصرة فيه أعرض في إيجاز لبعض ما يتصل بمفاهيمه العامة ، فالوقف كما يذكر محمد زايد الابياني له معنيان ، معنى في اللغة ومعنى في الاصطلاح ، فمعناه في اللغة الحبس مطلقاً سواء كان حسياً أو معنوياً وهو مصدر وقفت بمعنى حبست. ومعناه في الاصطلاح حبس العين عن تمليكها لأحد والتصدق بالمنفعة(۱) .