النسك الحج والعمرة وأعمالهما على المذاهب الأربعة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

محمد محي الدين عبد الحميد

کتاب کا متن

کتاب کی تصویری شکل

مكة المكرمة
هي بلد الله الحرام ، ومنشأ إسماعيل أبى العرب المستعربة عليه الصلاة والسلام ، ومولد خاتم الأنبياء والمرسلين ومرباه ، ومهبط جبريل عليه
بالوحى ، وفيها الكعبة المقدسة التى يتوجه إليها المسلمون في صَلَوَاتهم
ويَشْدُّون الرحال إليها كل عام ليطوفوا بها و يغسلوا ذنوبهم ويعودوا إلى
6
أهليهم وأوطانهم وقد خرجوا من هذه الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم وهى خير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى رسوله كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ، عَزَّتْ على الجبابرة في الجاهلية فلم تدن للملوك ولم يود أهلها إتاوة لأحد ولم تخضع لسلطان أحدٍ من ملوك الأرض ، بل كان ملوك حمير وكندة ولخم وغسان ورعاياهم يحجون إليها كما يحج سائر العرب ، يدينون لأهل مكة من قريش ، ولا يرون لأنفسهم فضلا عليهم ، وإنما هم أمامهم كغيرهم: يرون تعظيمهم والاقتداء بهم مفروضا عليهم ، وشرفا عظيمالهم ، وكان لأهل مكة من المنزلة في العرب وعُلُو المكانة ما كان من أثره أنهم يَغْرُون الناس ولا يغزوهم أحد، ويسبون ولا ينهى نساء هم أحد ، من نزل بهم نساءهم مَنْ أمن ، وعاش في خَيْرِ عيش، وعَنْ جَانِبُهُ . وقد ذكر الله تعالى مكة في كتابه الكريم مرارا ، وبأسماء عديدة ، فالقرآن العظيم يسميها البلد ، والبلد الأمين في غيرآية منه ؛ فمن ذلك قول الله