کتاب کا متن

کتاب کی تصویری شکل

الفصل الأول
تساؤل عن علة للجناح
تتجه حضارة البشرية ، منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا ، اتجاهاً يتزايد وضوحاً وتأكيداً نحو الاهتمام بالإنسان كقيمة ، والتعمق في مشاكله كفرد له ظروفه الخاصة . ومع تزايد هذا الاتجاه الإنساني بدأت نظرة جديدة إلى المرض النفسي والعقلى والجريمة. ولم تعد مهمة الباحث في ميدان الجريمة أن يدين المجرم أو يعاقبه أو يصدر عليه حكماً أخلاقياً ، بل أصبحت مهمته أن يبحث في أعماق المجرم وأن يعيد النظر في سلوكه مبتدئاً بفكرة أنه إنسان نفسه وجماعته ولجأ للجريمة حتى يستعيد هذا التوافق المفقود مع. ولقد عمت هذه النظرة معظم الدراسات الإنسانية منذ أواخر القرن الماضى والقرن الحالى، ولم يعد من الممكن أن نقبل منذ بواكير هذا القرن آراء تحاول أن تفصل بين المجرم والإنسان ، وأن تضعه في مرتبة دون إنسانية مثل آراء لمبروزو ومن نهج نهجه
فقد توافقه
ولقد مرت المحاولات المختلفة فى تفسير الجريمة والجناح بمراحل متعددة وتنوع عظيم في وجهات النظر ، ولن ندخل الآن في سرد تاريخي يصرفنا عن موضوعنا ، بل سنلقى سؤالا واحداً : ما هو وجه الخلاف بين الإنسان السوى والإنسان المجرم ؟ أو بعبارة أخرى ما الذى ينقص المجرم حتى يصبح إنساناً
سوياً ؟
وللإجابة عن هذا السؤال نضع مسلمة عامة معروفة في علم النفس – بل في كافة العلوم - مؤداها أن الظواهر تتبع في سيرها نوعاً من الحتمية . ومعنى هذا أنه لا يمكن أن نتصور ظهور السلوك الجانح بفعل الصدفة المحضة ، أو