موسوعة تاريخ الأندلس - مؤنس 1-2

حسين مؤنس

Text

PDF

تاريخ الأندلس
نزولهم على سفح جبل يسمى قلب Calpe ولكنه سيسمى من ذلك الحين جبل طارق، ثم سار نحو قرية صغيرة تسمى قرطبة واستولى عليها ليؤمن رأس القنطرة التى تصل بين المغرب والأندلس ثم انحدر إلى الجنوب بحذاء الساحل وأنشأ معسكرا في مواجهة جبل طارق تجاه جزيرة صغيرة تعرف بالخضراء، وقد عرف المعسكر الذي تحول فيما بعد إلى مدينة باسم الجزيرة الخضراء، وعهد طارق إلى الكونت بليان بحراسة هذا المعسكر في حالة ما اذا اضطر العرب إلى التراجع والاحتماء
به .
وتسامع لذريق بخبر نزول المسلمين فأسرع نحو طليطلة عاصمته حيث جمع ما تيسر له من الجناد، وفي نفس الوقت طلب طارق مزيدا من الجند، فأرسل له موسى خمسة آلاف أخرى وبهذا أصبح جيشه ۱۲۰۰۰ يضاف إليهم عدد قليل من أنصار غيطشة ورجال الكونت بليان، ورأى طارق أن يتريث بعض الشيء قبل أن يغامر بالمسير إلى إشبيلية كما كان يريد
وتقدم طارق غربا حتى وصل إلى شاطئ بحيرة ضحلة تعرف ببحيرة الخندق La Tanda وجعل إلى غربه سلسلة جبال ريتنى وفى هذا الموقف انتظر وصول لذريق الذي لم يلبث أن أقبل من ناحية مدينة شذونة على رأس جيش يقال : إن عدته بلغت ۱۰۰۰۰۰ مقاتل
وتحدد الرواية العربية يوم ۲۸ رمضان ۹۲ هـ / ۱۹ يوليو ۷۱۱م تاريخا للموقعة الحاسمة التي انتصر فيها المسلمون وانفتحت على أثرها أبواب الأندلس، ولكن الحقيقة أن المعركة دامت أكثر من وأنها دارت في كل المنطقة المحصورة بين جبل طارق ومجرى نهر البرباط وبحيرة الخندق والتي تمتد إلى مدينة شذونة شمالا، والغالب كذلك أن القتال دار فى نواح متعددة من تلك المنطقة وربما وصلت إلى شريش، وهناك من يقول إن القتال وصل إلى شريش Terez
يوم
على أي حال فقد استمر القتال حتى انهزمت القوات القوطية تماما، وتقول المراجع العربية إن لذريق قتل في المعركة، ولكن الغالب أنه نجا في عدد قليل من رجاله، وربما يكون المسلمون قد
١٨