الأبواب والتراجم للبخاري - الكاندهلوي

محمد زكريا بن يحي الكاندهلوي

Text

PDF

ن الأبواب و التراجم للبخارى
(1)
و روى قصة موسى و الخضر في أكثر من عشرة مواضع . و أخرج حديث كعب بن مالك في تخلفه من غزوة تبوك في أكثر من عشرة مواضع وفوائده أكثر من خمسين
و روى حديث أسماء في كسوف الشمس و خطبته في عشرة مواضع و روى حديث « إن من الشجرة لشجرة لا يسقط ورقها (الحديث) و استخرج فوائد جديدة ، (۱)
فكأنه تأخذه النشوة و الطرب عند رواية الحديث ، فلا يمل من اعادته ، ينشد بلسان الحال :
أعد ذكر نعمان لنا أن ذكره
هو المسك ما كررته يتضوع
وكأنه يتمثل ببيت الشاعر :
و حدثتنا يا سعد عنهم فردتنا
شجونا فزدنا من حديثك يا سعد
ثم يشتعل ذكاوه - الذي ضرب فيه بسهم وافر - و يتوقد ذهنه ، و تسيل قريحته ، فيفلت زمام التأليف ، و يرسل النفس على سجيتها ، و يستخرج من حديث واحد نتائج وفوائد لا تدور بخلد كثير من الأذكياء ، وما ذلك إلا لحدة ذهنه ، و إفراط حبه ، ولم يزل الحب ملهماً للبدائع ، ملهبا للقرائح ، و المحب يقع على ما لا يقع عليه المتأمل ، المرهق لجسمه ، المتعب لعقله وسر آخر للغموض في تراجم الأبواب أن المؤلف الامام غير خاضع للأساليب
(۱) نشكر لهذه الاحصائيات فضيلة الشيخ عبد الستار الأعظمي مدرس الحديث الشريف في دار العلوم ندوة العلماء