نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم
الله الرحمن الرحيم رب سهل وأعن يا كريم
الفرج
قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِم الصَّدرُ الكَبيرُ جمال الدين شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي تغمده الله تعالى برحمته : الحمد لله الذي جعل الإنسان إنسان عين المخلوقات وَزَيَّنه بالنطق وتعلم الكلمات، وفضَّل اللغة العربية على سائر اللغات، أَحْمَدُهُ على النَّعَمِ السَّابِغَاتِ، وأَشْكُرُه (۱) على الأيادِي البَالِغَات وأصلي على رسوله محمد أشرف الأنبياء وسيد السَّادَاتِ، وعلى أصحابهِ (۲) وأتباعه إلى يوم الفصل
والميقات، وسلم تسليماً كثيراً دائماً بدوام الأرض والسموات .
أمّا بَعْدُ ؛ فإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان عَرَبِيَّاً وكذلك جمهورُ أصحابه وتابعيهم، فوقع في كلامهم من اللُّغَةِ ما كَانَ مَشْهُوراً بينهم، ثم وقعت مخالطة الأعَاجِمِ فَفَشَى اللَّحْنُ ، وجَهَلَ جمهورُ النَّاسِ مُعظم اللغة، فافتقر ذلك الكلام إلى التفسير، وقد كان شيئاً من غريب الحديث النضر بن شُمَيْل (۳) ، وأبو عبيدة : مَعْمَر بن المثنى (٤) والأصمعي(٥) في جماعة كانوا في
جمع
( ۱ ) العبارة مطموسة في ( ط ) . وأثبتُ ما في ( ف ) .
( ۲ ) العبارة غير واضحة بالأصل ( ط ) . وأثبت ما في ( ف ) .
(۳) النَّضْرُ بن شُمَيْل ( ١٢٢ - ٢٠٤ ) بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير التميمي،
المازني، البصري، أبو الحسن أديب، نحوي لغوي ،إخباري، شاعر، محدث، فقيه، ولد بمرو، ونشأ بالبصرة وأخذ عن الخليل بن أحمد، وأقام بالبادية فأخذ فصحاء =
عن