نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

10
شرح ألفية ابن معطي
باب الظرف
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم [ باب الظرف ]
٢٤٥ ـ و الظُّرْفُ ظَرْفَانِ فَأَمَّا الْأَوَّلُ فهو زمانُ الفِعْل فيه يُفْعَلُ لما أنهى الكلام على المصدر شرع يتكلم في الظرف ، والكلام على هذا البيت في مسائل :
المسألة الأولي : في حقيقة الظرف لغة واصطلاحاً
أما لغةٌ فهو الوعاء (۱) ، يقال: المالُ في الكيس ، والكيس ظرف للمال ووعاء له ، قال
الشاعر :
ظرفُ عَجوز فيه ثنتا حنظل(۲)
فجعل الشيء الذى يحوي الحنظل ظرفاً ، وقال أبو حنيفة (۳) : أكمة (٤) النبات : كل ظرف فيه حبة ()، فجعل الشيء الذى يحوي الحبة ظرفاً . ومن كلامهم : إنَّك لغضيضُ الطَّرف نقي الظرف (1) ، فالأول العين فهو بالمهملة ، والثاني الوعاء فهو بالمعجمة، فالمراد بغضيض الطرف : انخفاضه ، كناية عن الحياء ، والمراد بنقي الظرف : عدم خيانته ، أي : أن وعاءه ليس فيه لأحد
شيء
وأما الاصطلاح فهو : كل اسم زمان أو مكان منصوب على تقدير « في » باطراد لواقع فيـه مذكور أو مقدر ناضب له .
فقوله « كل اسم » احتراز عن الفعل و الحرف . و قوله « زمان أو مكان » احتراز عن الأسماء التي ليست بزمان و لا مكان ، نحو: زید و عمرو و ضرب و قتل . فإن قلت : فقد جاءت
(۱) لسان العرب (ظرف) ، تاج العروس (ظرف)
(۲) من الرجز الخطام المجاشعي ، ونسب إلى جندل بن المثنى ، و إلى سلمى الهذلية و لشماء الهذلية و لبعض السعديين، وقبله :
التدلدل كان خصيبه من
وهو من شواهد الكتاب ٥٦٩/٣ ، ٦٢٤ ، إصلاح المنطق ١٦٨ ، المقتضب ١٥٦/٢ ، أمالي ابن الشجري ۲۸/۱ : المقرب ٣٠٥/١ ، ٤٥/٢ .
عن
. - (۲۸۲هـ ، من أهل الدينور ، أخذ عن البصريين والكوفيين ، وأكثر أخذه . أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري ( (۳) هو ابن السكيت ، برع فى علوم كثيرة منها : النحو واللغة والهندسة و الهيئة والحساب ، له من الكتب : الفصاحه ، الأنواء ، الشعر والشعراء ، لحن العامه ، النبات . أخباره في نزهة الألباء ٢٤٠ ، إنباه الرواة ٧٦/١ ، معجم الأدباء ٢٦/٣. (٤) أكمه : جمع « كم » - بالكسر - ويجمع على كمام وأكمام أيضا . أنظر الصحاح : (كمم) (٥) لسان العرب (ظرف) ، تاج العروس (ظرف) ، ولم أجد قوله في الجزء المطبوع من كتاب «النبات » (۶) مجالس ثعلب ،۱۸۸ ، لسان العرب (ظرف)