النبأ العظيم - دراز - ت الدخاخني - ط طيبة

محمد عبد الله دراز

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب ( النبأ العظيم ) مولود جديد ... قديم
في مقطعه ونهايته ، قديم في مطلعه وبدايته
...
...
جدید
كان مسقط رأسه في الحرم الجامعي ، منذ نيف وعشرين عاماً ، ولكنه لم يبرز منه يومئذ إلا عنقه وصدره أما أطرافه فلم تنشأ ، وأما خلقه فلم
يكتمل ، إلا اليوم .
...
لقد شهد طلاب الأمس بداية أمره ، حين كان يُملى عليهم نجوماً متفرقة ، في فترات متلاحقة أو غير متلاحقة ، وكانوا كلما اجتمعت منه صفحات معدودة لا تزيد عن عقد وبعض عقد ، استعجلوا طبعها ، وجعلوا يستحثون همة المؤلف لوضع لاحقتها ثم أتت بعد ذلك شئون (۱) حالت دون إتمام وضعه ، بله إكمال طبعه ... فبقي القدر الذي طبع منه حبيساً في دار الطبع ، أو مقصوراً على الرعيل الأول من طلاب هذا البحث القدير - وكل شيء عنده بمقدار - أن يضيف المؤلف إليه اليوم خليَّات أخر ، اكتمل بها قوامه ، وأخذ بها أهبته للخروج من نطاق الثقافة الجامعية ، إلى فضاء الثقافة العالمية ، لكي يتحدث إلى كل عقل واع ناقد ، لا يأخذ ما يأخذ إلا على بصيرة وبينة ، ولا يذر ما يذر إلا على بصيرة وبينة ؛ وإلى كل وجدان تجريبي ذائق ، لا يكتفي بالخبر عن المعاينة ؛ ولا يستغنى بالوزن عن الموازنة .
حتى
أذن
العلي
(۱) أمضى المؤلف في خارج القطر اثني عشر عاماً : من غرة
ربيع
الأول ١٣٥٥ إلى سلخ ربيع الثاني ١٣٦٧ ) مايو ١٩٣٦ مارس ١٩٤٨ ) مبعوثاً من الجامعة الأزهرية إلى الجامعات الأوربية . فدرس هناك بضعة ألسن من لغة أهل الغرب ، وألم بمناهج
=