نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مقدمة الطبعة الأولى
بدالله الحرالحية
سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، نحمدك اللهم فقبت من أردت به من خلقك خيراً ، واصطفيت من تشاء من عبادك فمتحته الفهم في كتابك والعلم في آياتك وأعطيته علما وفضلا ، وأعددت له في الآخرة أجراً وذخراً ، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، شهادة أنتفع بها يوم الدين ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، بلغ الرسالة وأدى الامانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله . حق جهاده حتى أتاه اليقين . اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار ، وصحبه الأخيار ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر والقرار .
أما بعد : فان للعلم ضياء يشرق على العقول الناضجة ، ويظهر في المدارك الصافية ، ويتجلى في الذين اتخذوا التقوى عدتهم والصلاح شعارهم ، والايمان الصادق بالله ورسوله ركنهم الوطيد ، ولذلك تجده يتنقل من اقليم الى آخر ، ويتحول من بيئة الى ثانية ، وهو في كل ذلك موزع على حسب ما أراده الله على مقتضى عدله وحكمته في مختلف العصور والادوار . العلم كله حسن ، ولكل مجموعة رأس ، وسيد العلوم ما يتعلق بكتاب الله وسنة رسول له صلى الله عليه وآله وسلم ، فعليها تبنى السعادة الدنيوية والأخروية ، وبها يتم صلاح المجتمع الانساني ، وعليها ترتكز الاخلاق الشريفة ، حيث الشرائع كلها جاءت لتعليم مكارم الأخلاق، وتفهيم الناس ما يرشدهم الى الحق في دينهم ودنياهم .
نحن نقول كتاب الله وسنة رسوله ، ونفرق بينها بحسب الظاهر ، وإلا فانها شيء واحد ، غاية الأمر أن الكتاب متعبد بلفظه ، تحدى الله به البشر في إبان بلوغ اللغة العربية أوج كمالها،
-1-