نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مقدمة المؤلف
عند بعضهم كأبي بكر وعثمان ، وماخرج منها يدل على فقاهة ووعى تام لأهداف الشريعة ومقاصدها ، فأطلق الوصف على الحصيلة ـ المخزون في صدور هؤلاء ، إذ لو أتيح له الظهور لكان علماً
الفقهي عظيماً
-

فأبو بكر الصديق رضى الله عنه : لم تدم خلافته أكثر من سنتين وعدة أشهر ، قضاها في نشر الأمن في ربوع الدولة الإسلامية ، وإخضاع القبائل المنتقضة على الدولة الإسلاميه وتشريعها ، فلم يتفرغ فيها لوضع القواعد التشريعية والادارية للدولة
ولما جاء عمر وجد الأمر مستتباً ، فاشتغل في الناحية التنظيمية ، وهذا هو السبب الذى جعل ما أثر عن عمر بن الخطاب الكثير ولما جاء عثمان كانت الدولة الإسلامية قد استكملت تنظيماتها الادارية ، واستكملت ما تحتاجه هذه التنظيمات من الأحكام ، وما كان على عثمان إلا أن يستمر فى تنفيذ ما أقام أركانه عمر من التنظيمات الادارية ، ولذلك لم يؤثر عن عثمان بن عفان الكثير
هذا أن ولا يُفهم من عثمان بن عفان رضی الله عنه لم يأت بجديد في جميع فترة خلافته ، ولكن يفهم من هذا أنه لم يأت بالكثير من الجديد في فترة خلافته رضى الله عنه ، فنحن لا ننسی أن الضرورة لما دعت لنسخ عدة نسخ من القرآن وارسالها إلى الأمصار لم يتردد عثمان في طلب المصحف الذي جمعه أبو بكر ونسخ عدة نسخ منه وارسالها إلى الأمصار ، والأمر بإحراق ما يخالفها من النسخ حرصاً على وحدة وعدم اختلافها في القرآن ؛ وأن الضرورة لما دعت إلى توسيع مسجد رسول الله في المدينة المنورة والمسجد الحرام في مكة المكرمة ، لم يتردد
الأمة