نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مقدمة المؤلف
الله ولتى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضى عنه بشوري من الناس يوم الاثنين لليلة بقيت من شهر ذى الحجة عام ٢٣ للهجرة ودامت خلافته اثنتى عشرة سنة ، أخذ الناس عليه فيها اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال ، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر ، وراودوه على أن يخلع نفسه من الخلافة فلم يفعل وقال : « والله لا أجعلها سنة ) ولعله ذكر في ذلك قول رسول الله الله ) يا عثمان إن الله مقمصك قميصاً ، فإذا أرادك المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه لهم ولا كرامة ) (١) يقولها مرتين أو ثلاثاً ، فحاصروه أربعين يوماً ، ثم تسوّروا عليه بيته فقتلوه صبيحة عيد الأضحى وهو يقرأ القرآن في بيته في المدينة المنورة .
والذي أريد أن أنوه به هنا ، أن جميع الباحثين القدامى إذا ما ذكروا الحديث وروايته ، وعددوا المكثرين فى رواية الحديث جعلوا على رأسهم الخلفاء الراشدين الأربعة ، وإذا ماذكروا الفقه ذكروا على رأس الفقهاء من صحابة رسول الله الخلفاء الراشدين الأربعة ، وإذا ما ذكروا المفتين من صحابة رسول الله لعل الله ذكروا على رأسهم الخلفاء الراشدين الأربعة ولكنى عندما جمعت فقه صحابة رسول الله الله لم يجتمع عندى من فقه أبى بكر الصديق ، ولا من فقه عثمان بن عفان رضي الله عنهما الشيء الكثير ولا تفسير لذلك عندى إلا أن الحصيلة الفقهية عند كل واحد من الخلفاء الراشدين هي حصيلة كبيرة لم تتح الفرص الكافية لاخراجها كلها
(۱) أخرجه ابن ماجه في المقدمة ، والترمذى فى مناقب عثمان ، والامام أحمد في
المسند ٧٥/٦ و
١٤٩