اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - ت الفقي والصابوني

أحمد بن عبد الحليم

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

}
بعض خصال
فأخبر أنه سيكون في أمته مضاهاة (۱) لليهود والنصارى ، وهم أهل الكتاب ، ومضاهاة لفارس والروم ، وهم الأعاجم
O
وقد كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التشبه بهؤلاء وهؤلاء . وليس الأمة ، بل قد تواتر عنه أنه قال : « لا تزال طائفة من
>
, أن
هذا اخباراً عن جميع أمتي ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، وأخبر صلى الله عليه وسلم الله لا هذه الأمة على ضلالة » و « أن الله لا يزال يغرس في هذا الدين يجمع . غر ساً يستعملهم فيه بطاعته . . فعلم بخبره الصدق أن لابد أن يكون في أمته قوم متمسكين بهديه الذي هو دين الاسلام محضاً ، وقوم منحرفين الى شعبة من شعب دين اليهود، أو الى شعبة من شعب دين النصارى ، وان كان الرجل لا يكفر بهذا الانحراف ، بل وقد لا يفسق أيضاً . بل قد يكون الانحراف كفراً . وقد يكون فسقاً . وقد يكون سيئة . وقد يكون خطأ .
وهذا الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ، ويزينه الشيطان . فلذلك أمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية الى الاستقامة التي لا يهودية فيها ، ولا نصرانية أصلا .
وأنا أشير الى بعض أمور أهل الكتاب والأعاجم ، التي أبتليت بها
أهل الكتاب هذه الأمة ، ليجتنب المسلم الحنيف الانحراف عن الصراط المستقيم الى
والأعاجم التي صراط المغضوب عليهم أو الضالين . ابتليت به هذه
الأمة
65
قال الله سبحانه ( ۲ : ١٥۹ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفاراً ، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق )
قدم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم .
وقد يبتلى بعض المنتسبين الى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله لعلم نافع ، أو عمل صالح . وهو خلق مذموم مطلقاً . وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم .
كفروا
(۱) مضاهاة : أي مشابهة ومماثلة قال تعالى ( يضاهئون قول الذين
) الآية