اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - ت الفقي والصابوني

أحمد بن عبد الحليم

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مهجته في الأمور الطبيعية والرياضية ، واصلاح الأخلاق ، حتى يصل - ان وصل - بعد الجهد الذي لا يوصف ، الى نزر قليل مضطرب ، لا يروي غليلا ولا يشفي عليلا ، ولا يغني من العلم الالهي شيئاً ، باطله أضعاف حقه - ان حصل - وأنتى له ذلك ؟ مع كثرة الاختلاف بين والاضطراب ، وتعذر الأدلة عليه والأسباب
أهله
فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به من البينات والهدى ، هداية جلَّت عن وصف الواصفين ، وفاقت معرفة العارفين ، حتى حصل لأمته المؤمنين به عموماً ، ولأولى العلم منهم خصوصاً : من العلم النافع ، والعمل الصالح ، والأخلاق العظيمة ، والسنن المستقيمة ، ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علماً وعملا ، الخالصة من كل شوب ، الى الحكمة التي بعث بها . لتفاوتتا تفاوتاً يمنع معرفة قدر النسبة بينهما . فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى

ودلائل هذا وشواهده ليس هذا موضعها .
به نبيه
ثم انه سبحانه بعثه بدين الاسلام الذي هو الصراط المستقيم . وفرض ما بعث الله على الخلق : أن يسألوه هدايته كل يوم مراراً في صلاتهم . ووصفه بأنه صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
-
قال عدي بن حاتم رضي الله عنه : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
المغضوب
عليهم : اليهود
وهو جالس في المسجد - فقال القوم : هذا عدي بن حاتم ، وجئت بغير والضالون : أمان ولا كتاب . فلما دفعت اليه أخذ بيدي - وقد قال قبل ذلك : اني
لأرجو أن يجعل الله يده في يدي - قال : فقام بي ، فلقيته امرأة وصبي معها . فقالا : ان لنا اليك حاجة . فقام معهما حتى قضى حاجتهما . ثم أخذ يدي حتى أتى بي داره . فألقت له الوليدة وسادة ، فجلس عليها .
النصاري