اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - ت الفقي والصابوني

أحمد بن عبد الحليم

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

ولم أكن أظن أن من خاض في الفقه، ورأى ايماءات الشرع ومقاصده ،
وعلل الفقهاء ومسائلهم يشك في ذلك ، بل لم أكن أظن أن من وقر الايمان في قلبه ، وخلص اليه حقيقة الاسلام ، وأنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه ، اذا نبه على هذه النكتة : الا كانت حياة قلبه ، وصحة ايمانه : توجب استيقاظه بأسرع تنبيه . ولكن نعوذ بالله من رين القلوب ، وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه
»
فصل
في حال البشر قبل البعثة المحمدية » (۱)
أهل
اعلم أن الله سبحانه وتعالى ، أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم الى الخلق ، وقد مقت أهل الأرض : عربهم وعجمتهم ، الا بقايا من الكتاب ، ماتوا - أو أكثرهم - قبل مبعثه .
والناس اذ ذاك أحد رجلين : اما كتابي معتصم بكتاب ، واما مبدل ، واما منسوخ ، أو بدین دارس ، بعضه مجهول ، وبعضه متروك . واما أمي من عربي وعجمي ، مقبل على عبادة ما استحسنه ، وظن أنه ينفعه : من نجم ، ، أو وثن ، أو قبر ، أو تمثال ، أو غير ذلك . والناس في جاهلية جهلاء ، من مقالات يظنونها علماً وهي جهل ، وأعمال يحسبونها صلاحاً،
فساد وهي

وغاية البارع منهم علماً وعملا : أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء المتقدمين ، مشوب بأهواء المبدلين والمبتدعين ، قد اشتبه عليهم حقه بباطله ، أو يشتغل بعمل ، القليل منه مشروع ، وأكثره مبتدع ، لا يكاد يؤثر في صلاحه الا قليلا ، أو أن يكدح بنظره كدح المتفلسفة ، فتذوب
(۱) تسهيلا للانتفاع بهذا الكتاب الجليل وبحوثه القيمة جداً : فقد عنونا لبعض المسائل بعناوين تيسر للقارىء الفهم السريع . وقد جعلناها بين مربعين أو على الهامش