اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - ت الفقي والصابوني

أحمد بن عبد الحليم

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا ، وأتم علينا نعمته ، ورضى لنا الاسلام ديناً ، وأمرنا أن نستهديه صراطه المستقيم : صراط الذين أنعم عليهم ، غير المغضوب عليهم ( اليهود ) ولا الضالين ( النصارى ) .
وأشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالدين القيم ، والملة الحنيفية ، وجعله على شريعة من الأمر أمره باتباعها ، وأمره بأن يقول ( ۱۲ : ۱۰۸ هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .
.
وبعد ، فاني قد نهيت - اما متدثاً ، واما مجيباً ـ عن التشبه بالكفار في
أعيادهم ، وأخبرت ببعض ما في ذلك من الأثر القديم ، والدلالة الشرعية ،
،
وبينت بعض حكمة الشرع في مجانبة هدى الكفار : من الكتابين والأمين وما جاءت به الشريعة من مخالفة أهل الكتاب والأعاجم ، وإن كانت هذه قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة ، كثيرة الشعب ، وأصلاً جامعاً من أصولها ، كثير الفروع - لكني نبهت على ذلك بما يسره الله تعالى . وكتبت جواباً في ذلك لم يحضرني الساعة . وحصل بسبب ذلك من الخير ما قدره
الله سبحانه

ثم بلغني بأخرة (1) أن من الناس من استغرب ذلك واستبعده ، لمخالفة الباعث على تأليف الكتاب عادة قد نشؤوا عليها ، وتمسكوا في ذلك بعمومات واطلاقات اعتمدوا عليها ،
فاقتضاني بعض الأصحاب أن أعلق في ذلك ما يكون فيه اشارة الى أصل هذه المسألة ، لكثرة فائدتها ، وعموم المنفعة بها ، ولما قد عم كثيراً من الناس الابتلاء بذلك ، حتى صاروا في نوع جاهلية . فكتبت ما حضرني الساعة ، من أني لو استوفيت ما في ذلك من الدلائل وكلام العلماء ، واستقريت الآثار مع في ذلك ، لوجدت فيه أكثر مما كنته .
(۱) بآخرة ، قال في القاموس : آخرة العين مؤخرتها ، وجاء أخرة وبآخرة وآخريا أي آخر كل شيء