نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0004853 | |||
2 | KTBp_0004853 |
يرجى المحاولة مرة أخرى بعد تحميل الملف المُصوّر
تدوير:
(0)
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0004853 | |||
2 | KTBp_0004853 |
الكتاب المُصوّر
-
17-
الكافرين
قال غير واحد من السلف : معناه لئلا يحتج اليهود عليكم بالموافقة في القبلة ، فيقولوا : قد وافقونا في قبلتنا ، فيوشك أن يوافقونا في ديننا ، فقطع الله بمخالفتهم في القبلة هذه الحجة اذ « الحجة ، اسم لكل ما يحتج به من حق وباطل « الا الذين ظلموا منهم . - وهم قريش ـ فانهم يقولون : عادوا الى قبلتنا ، فيوشك أن يعودوا الى ديننا
-~
حكمة : نسخ فبين سبحانه أن من حكمة نسخ القبلة وتغييرها : مخالفة الكافرين في القبلة : مخالفة قبلتهم ، ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل ، ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة ، فان الكافر اذا أتتبع في شيء من أمره كان له من الحجة مثل ما كان ، أو قريب، مما كان لليهود من الحجة في القبلة . وقال سبحانه ( ۳ : ۱۰۵ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) وهم اليهود والنصارى الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متابعتهم في نفس التفرق والاختلاف ، مع أنه صلى الله عليه ورسلم قد أخبر « أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، مع أن قوله : لا تكن مثل فلان . قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى ، وان لم يعم دل على أن جنس مخالفتهم ، وترك مشابهتهم أمر مشروع ، ودل على أنه كلما بعد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يشرع لنا : كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهى عنها. وهذه مصلحة جليلة. وقال سبحانه الموسى وهارون ( ۱۰ : ۸۹ فاستقيما ، ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) وقال سبحانه ( ٧ : ١٤١ وقال موسى لأخيه هارون : اخلفني في قومي وأصلح ، ولا تتبع سبيل المفسدين ) وقال تعالى ( ٤ : ١١٥ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، ويتبع غير سبيل المؤمنين ، نوله ما تولى ونُصْلِه جهنم ) الى غير ذلك من الآيات
O
وماهم عليه من الهدى والعمل : هو من سبيل غير المؤمنين ، بل من
,
سبيل المفسدين ، والذين لا يعلمون ، وما يقدر عدم اندراجه في العموم ، ثابت عن جنسه ، فيكون مفارقة الجنس بالكلية أقرب الى ترك المنهى
فالنهي عنه ، ومقاربته في مظنة وقوع المنهى عنه .