اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - ت الفقي والصابوني

أحمد بن عبد الحليم

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

-
وقال الله سبحانه ( ۱۸ : ۲۱ قال الذين غلبوا على أمرهم : لنتخذن عليهم مسجداً ( فكان الضالون ، بل والمغضوب عليهم ، يبنون المساجد على قبور الأنبياء والصالحين . وقد نهى النبي صلى الله عليه أمنه ذلك عن في غير موضع ، حتى في وقت مفارقته الدنيا - بأبي هو وأمي ـ ثم ان هذا قد
أبتلي به كثير من هذه الأمة .
وسلم
قوام دین ثم ان الضالين تجد عامة دينهم انما يقوم بالأصوات المطربة ، والصور الضالين على الجميلة فلا يهتمون في أمر دينهم بأكثر من تلحين الأصوات تحريك النفس ثم انك تجد أن هذه الأمة قد ابتليت من اتخاذ السماع المطرب بسماع القصائد . بالصور والأصوات الجميلة لاصلاح القلوب والأحوال ما فيه
البهيمية
مضاهاة لبعض حال الضالين وقال سبحانه ( ۲ : ۱۱۳ وقالت اليهود : ليست النصارى على شيء وقالت النصارى : ليست اليهود على شيء .. ) الآية . فأخبر أن كل واحدة من الأمتين تجحد كل ما عليه الأخرى . وأنت
تجد كثيراً من المتفقهة اذا رأى المتصوفة والمتعبدة . لا يراهم شيئاً ، ولا
يعدهم
·
الا جهالا ضلالاً ، ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئاً وترى كثيراً من المتصوفة والمتفقرة لا يرى الشريعة والعلم شيئاً ، بل يري أن المتمسك بهما منقطع عن الله وأنه ليس عند أهلها شيء مما ينفع عند الله والصواب : أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق (۱) . وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا باطل (۲) . وأما مشابهة فارس والروم : فقد دخل منه في هذه الأمة من الآثار

والا من أساسها محدثة
(۱) هذا مع فرض أن في الصوفية حقا بعد القرن الفاضل الذى كان فيه خيار الأمة وأئمة الهدى فيها . وقد أغنى الله المؤمنين بكتابه وهدى نبيه صلى الله عليه وسلم عما زعموه في الصوفية من ترقيق القلوب وتصفيتها
(٢) أقول ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله هو الحق ، فليس التصوف المبني على الكتاب والسنة باطلا ، لأنه تزكية للنفس وهو من لباب الدين ، انظر ما كتبه شيخ الاسلام عن التصوف