نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

93
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم
وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
الحمد لله القديم الدائم ، الذي ليس لِقدَمِهِ ابتداء ، ولا لديمومته(۱) انتهاء . الذي حجّتِ الألباب بدائعُ حِكَمِهِ )) ، وخصمت العقول لطائف حجَجه ، وقطعت عُذر الملحدين عجائب صنعه ، وكلّت الألسن عن تفسير صفته ، وانحسرت العقول عن كُنه معرفته
لا تحويه الأماكن ، ولا تحدّه لكبريائه الفكر . محرم على نوازع ثاقبـات الفِطَن تحديدُهُ ، وعلى عوامق الفِطَر) تكييفهُ ، وعلى غوائص سابحات النظر تصويره . ممتنع على الأوهام أن تكتنههُ ، وعلى الأفهام أن تستغرقه . قد يئست من استنباط الإحاطة به () طوامحُ العقول ، وتراجعت بالصغر) عن السمو الى قدرته
لطائف الخصوم . واحد لا من عَدَدٍ ، ودائم لا بأمَدٍ ، وقائم لا بعَمَدٍ
صادق لا يكذبُ ، وعالم لا يجهل ، وعَدْلُ لا يجور ، وحي لا يموت
ذو بهجة لا تُفْقَدُ ، ونور لا يحمد ، ومواهب لا تنكد ، وعطايا لا تنفد ، وعز
.
لا يذل ، وأيد لا يَكلُّ ، ودؤوب لا يمل ، وحفظ لا يضل ، وصنع لا يكل الجبار الذي خشعت لجبروته الجبابرة ، والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعِزَّةُ ، والعظيم الذي خَضَعَتْ له الصعاب في محل تخوم قرارها ، وأذعنت له رواصِنُ الأسباب في منتهى شواهق أقطارها
(۱) ر : ديمومته
(۲) ك : حكمته
(۳) ر، ك : عدد
(٤) في مختصر الزاهر : الفكر
(٥) (به) ساقطة
من
ك
(۹) ر : بالصفر ، بالفاء
-1-