نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

م الله الرحمة الرحمة
مقدمة المؤلف
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله . قال الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن الجوزي رحمة الله عليه :
·
الحمد لله الذى لا أوّل لوجوده ولا آخر لجوده ، وصلى الله على خير مبعوث بشرائعه وحدوده ، وعلى الصحابة وأزواجه وجنوده ، وسلم تسليما كثيراً أما بعد: فإن جماعة من أصحابي أحبوا التشاغل بعلم الوعظ ولم يجدوا فيه كتاباً يجوز الاعتماد عليه ، وإن جماعة من الأعاجم صنعوا كتباً في ذلك ملأوها بالأحاديث الباطلة والمعاني الفاسدة ، ناظرين إلى حسن اللفظ غير باحثين عن الصحة ، فهمتهم تكثير الجمع، ومهمتهم تحريك الطَّبع ، فربما ذكروا أشعار العشق والمحبة التي توجب انبساط المبتدى وتبعده عن الهيبة والخوف ، أو تميل قلبه إلى حب الدنيا ، وربما ذكروا [ من ] أحاديث الرخص الكذب ما يُهون المعاصى . إلى غير ذلك ، وقد ذكرت عيوبهم في كتاب القصاص عن القصاص فرغب أصحابي في إملاء كتاب يغنى عن النظر في تلك الكتب ، فأجبتهم لاجتنابهم عن الباطل واجتلابهم إلى الحق ، فأمليتُ في هذا الكتاب مائة مجلس جعلت معظم صدورها على روايات ، وجعلت أعجازها على آيات ، وفيها ما صَدْرُه مبنى على أحاديث إلا أنى جعلت الصدور فى مجالس الصدور على تسع طبقات : الطبقة الأولى تشتمل على قصص الأنبياء والقدماء ، وفضائل الصحابة والصحابيات. الطبقة الثانية تشتمل على فضائل أيام السنة ولياليها المذكورات .
.
الطبقة الثالثة تشتمل على ذكر خلق ابن آدم والأرض والسماوات .
الطبقة الرابعة تشتمل على فضل العلم والمعاملات