أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 3932 |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 3932 |
الكتاب المُصوّر
التصدير
منه ظاهر أمر الكتاب
لعل الناظر في هذا الكتاب لا يطمع ، وهو يقلب صفحاته ، أن يجني من الفوائد ، ما هو حري بأن يتحفه به . فقد يبدو له أن اسلوبه جاف ، وان . مؤلفه ليس من خفقت شهرتهم ، وعرف اكثر الناس حالهم ، وان موضوعه غريب عن الأذهان ، بعيد عن الاستهواء. ويحق له أن يتناول الكتاب ، وهذا الرأي مستول عليه ؛ فالمرء يؤخذ بالظواهر. أما الحقيقة فهي مع الظاهر بخلاف ؛ فالكتاب نفيس أسلوبه ، عظيم مصنفه ، جليلة مادته . وهاك بياناً لصحة ما
ندعي
:
انتظم علماء الاسلام والعربية في حلقتين مختلفتين : أهل النقل ، وهم الذين اختلاف أهل النقل
يؤثرون الأثر المنقول على العقل والقياس . وأهل الرأي وهم الذين يثقون بالعقل والعقل في أكثر من النقل . وتخاصمت الطائفتان خصاماً عنيداً ، ودهرا طويلا حاولت كل التأليف
منها فيه أن تخرج من النزاع ظافرة . وكانت الحرب بينهما سجالا : ما تغلبت احداهما في أمر ، الا وجدت الاخرى تتفوق في أمر ؛ حتى نفذ صراعها الى ١٥ سائر وجوه الثقافة ؛ فما كادت هذه ترتدي لباسها الأخير ، وتدرج في صفاتها الأخيرة ، حتى رأيتها تميل الى احدى الطائفتين : تأخذ بأسلوبها ، وتهتدي بهديها . فيرجح اسلوب النقل في الأدب والتاريخ وتفسير القرآن ، ناهيك عن الحديث. ويرجح اسلوب أهل الرأي في علم الكلام والفقه والعربية ، ولكن اختلفت عصور الاسلام تحزباً لإحدى الطائفتين أو عليها ، فكان لذلك أثره في اتجاه ثقافتها ٢٠ العامة ، ومن ثم في صفة علومها ، فان طابع هذه العلوم اصبح من القوة منذ