الافعال_ابن القوطية_مكتبة الخانجي_ت فودة_2

أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن القوطية

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمن الرحيمي
وصلى الله على محمد وآله
قال أبو بكر محمد بن محمد بن عبد العزيز رضى الله عنه :
اعلم أنَّ الأفعال أصول مبانى أكثر الكلام ، وبذلك تتمتها العلماء الأبنية ،
و بعلمها يُستدك على أكثر على القرآن والسنة ، وهى حركات متقضيات والأسماء غير الجامدة والأصول كلها مشتقات منها ، وهي أقدم منها بالزمان و إن كانت الأسماء أقدم بالترتيب في قول الكوفيين . والجامدة التي لا يشتق منها فعل مِثْلُ حَجَرٍ وباب وما أشبهما، فإنك لا تقول : حَجَرَ يَحْجُرُ ، ولا بَابَ يَبُوبُ.
والبصريون يقولون بقدم الأسماء وأن الأفعال مشتقة منها ، ولكل وجه" . وهی ضربان : ضرب دَخَلَ التضعيف ثانيه فصار ثلاثيا ، مثل : ردَّ، وكان
الأصل رَدَدَ فَتَقَلَ تحريك المثلين فأسكنوا الأول وأدغموه في الثاني فاشتدَّ وضرب ثلاثى صحيح مثل : ضَرَبَ ونَهَضَ ، ومعتل مثلُ : قال وغَرَا . فالمضاعفُ ضربان : ضرب على فَعَلَ مثل ردَّ والأصل ردَد على ما تقدم ذكره - وضرب على فعل مثلُ عَضَ وَمَسَ ، والأصل عَضِضَ ومَس ولكنَّه ثَقُلَ تحريك المثلين فأسكنوا الأوَّلَ وأدغموه فى الثانى فاشتدَّ ، ليس فيه غيرهما إلا فعل شاذ رواهُ يُونُسُ : لَبُبْتَ تَلُب لُبابةٌ ولبا ، والأعم لَبِنتَ تَلَبَ . والضَّم يستثقل في المضاعف ، فما كان منه على فَعَلَ متعدياً فإن مستقبله على يفعل مثل : ردَّه يَرُدُّه ، رُدُّه ، وشدَّه يسده ، غير أفعال جاءت باللغتين : هره يهره ويهره : كَرِهَه ، وعَله بالشراب يعله و يعله ، وشده يشده ويشده . وقال الفراء ثُمَّ الحديث ينمه وينمه ، وبَتَّ
الأفعال
الثلاثية