إدارة المعرفة

يورك برس

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

مقدمة :
إذا كان بيتر دراكر Peter Drucker قد فطن في كتاباته منذ عدة عقود إلى أهمية المعرفة ودورها في أداء العمال؛ فإنّ هذا الدور قد بدأ يتعاظم في العقود الأخيرة مع التركيز على أهمية الإدراك المعرفي للموظفين، بوصفه القوة الرئيسة لتشغيل المؤسسات، ومع هذا لم يكن من السهولة بمكان أن تتحكم إدارة أية مؤسسة في معلومات موظفيها بغرض الاستخدام الأفضل لها و تسخيرها لخدمة العمل . فلكي يتسنى هذا وكَي يُحسن هؤلاء الموظفون أداء أعمالهم لابد من توفير ما يحتاجون إليه؛ وتتمثل تلك الاحتياجات في حسن القيادة وتوافر تكنولوجيا المعلومات مع وجود التقييم الجيد؛ ومن ثم فقد بدأ ظهور موقع إداري جديد في المؤسسات، يضطلع به المسئول عن تنظيم الإدراك المعرفي أو المعلوماتية أو ما يعرف بإدارة المعرفة
ويكمن هدف هذا الكتاب في تناول مقتضيات إدارة المعرفة في أية هيئة أو مؤسسة حيث تتطلب مثل هذه الإدارة قدرات خاصة، ومع صعوبة توافر هذه القدرات فإنّ النتائج المرجوة كفيلة باجتياز هذه الصعوبة، بهدف الاستغلال الأمثل للطاقات المعلوماتية للموظفين وهدف هذا الكتاب تقديم العون لتحقيق ذلك من خلال عدة أجزاء :
الجزء الأول : مقدمة تمهيدية لفهم إدارة المعرفة، ويتناول هذا الجزء متطلبات الفهم الجيد لإدارة المعرفة، وما يجب على المرء الاضطلاع به في هذا المجال، علاوة على استجلاء مبادئ إدارة المعرفة وأسسها ؛ وذلك كله من خلال عرض نماذج نظرية معروفة وإرساء مفاهيم أساسية واستعراض دراستين ناجحتين في هذا الميدان، إضافة إلى بيان الدور الجديد للمدير المسئول عن المعرفة داخل
المؤسسة
الجزء الثاني: نقطة البداية، ويتناول هذا الجزء كيفية البدء في تنفيذ إدارة المعرفة، وهو الأمر الذي يتطلب انتقاء الاستراتيجية الملائمة وترشيح الشخص المناسب وتأسيس بنية تحتية تحقق نجاح إدارة المعرفة ؛ إلى جانب فصول أخرى في هذا الجزء تُعنى بمداخل خاصة مثل : ما يطلق عليه " التطبيق و مجتمعات الممارسة " .
الكامل
IL
الجزء الثالث : تكنولوجيا المعلومات بين الحاجة إليها و الاستغناء عنها، ويتناول هذا الجزء عاملاً شديد الأهمية بالنسبة لإدارة المعرفة ونعني به تكنولوجيا المعلومات؛ فأما الفصل الأول منه فيتعرض للعضو الأساسي في تلك العملية وهو المدير المسئول عن المعرفة، وأما سائر الفصول فتقدم بعض الأسس مثل : شبكة المعلومات وتكنولوجيا التعاون إلى جانب بعض المداخل الأخرى الجزء الرابع: تغيير الثقافة، ويتناول هذا الجزء الأشياء التي تسعى إدارة المعرفة إلى تغييرها، كما هذا الجزء فصولاً أخرى تتحدث عن تغيير الإدارة ونظام التغيير المؤسسي. الجزء الخامس : الحفاظ على مستوى الأداء، ويبحث هذا الجزء في سلبيات إدارة المعرفة أو بمعنى آخر
يحوي
1