محمد العيد الخطراوي
نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
الكتاب المُصوّر
أثر الوقوف في تشيد بنية الحضارة السلامية
) مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة نموذجا )
من خلال العنوان الرئيسي - و هو أحد المحاور المقترحة من قبل اللجنة التحضيرية لهذه الندوة - ألمح نقاطا ثلاثة يجب تحريرها وتحديدها، ومن ثم ننطلق لعرض النموذج المتخير ، لنؤكد مفهوم المحور الذي يدور عليه حديثنا في هذا الموضوع ، وهي الوقف الحضارة - البناء
أ- الوقف : و هو لغة الحبس و المنع . و هو مصدر وقف ، نقول : وقفت الدابة إذا منعتها من السير فوقفت . و وقفت الدار ، إذا حبستها . و لا نقول : أوقفتها ، فإنها لغة رديئة . وورد : ) أوقف ) بمعني سكت ، و بمعني أمسك و أقلع ، نقول : أوقفت عما كنت فيه . أي أقلعت عنه . كما ورد : ( أوقفه ) بمعني فعل به ما جعله واقفا ووقفه علي ذنبه : أطلعه عليه ثم أشتهر الوقف بمعني الموقوف ، من باب إطلاق المصدر علي اسم المفعول ، كالرد و الغيب فيقال : هذا البيت وقف ، أي موقوف ، ومن هنا جمع علي أوقاف (۱)
قال عنترة :
ووقفت فيها ناقتي فكأنها
·
(*)
(٢)
فدن ، لأفضي حاجة المتظلم
وفي لسان العرب : وقف الأرض علي المساكين, وللمساكين ،وقفا : حبسها ووقفت
الدابة ، و الأرض و كل شئ .
..
فأما أوقف في جميع ما تقدم من الدواب و الأرضيين و غيرهما ، فهي لغة ردينة . وقيل : ( وقف وأوقف سواء . قال الجوهري : و ليس في الكلام أوقفت ، إلا حرف واحد : أوقفت عن الأمر الذي كنت فيه ، أي أقلعت ، قال ألط رماح :
قل في شط نهر وان اغتماضي جامحا في غوايتي ، ثم أوقفت
ودعاني هوي العيون المراضي
رضا بالتقي ، و ذو البر راض (۳)
والأحباس و الأوقاف بمعني واحد ، غير أن الأولي شائعة عند المغاربة ، و الثانية شائعة عند المشارقة ، و حبس الفرس في سبيل الله وأحبسها ، فهو محبس و حبيس ، جمعه : حبس و الأنثى حبيسة و الجمع حباس . وفي الحديث : ذلك حبيس في سبيل الله ، أي موقوف علي الغزاة ، يركبونه في الجهاد.