عباس صالح طاشكندي
نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | الكتاب |
الكتاب المُصوّر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . وبعد فموضوع هذه الدراسة هو نقاش دور القطاع الخاص في دعم المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية . فالمكتبات الوقفية التي توافر توثيقها على طول تاريخ العالم الإسلامي كانت ثمرة وفاء الأفراد المجتمعاتهم، ومظهرًا للتكامل والتكافل بين المسلمين ، وخصيصة إسلامية أخذ بها الأفراد من الخلفاء والسلاطين والملوك والأفراد والعلماء والموسرين ، متحملين بذلك عبء الإسهام الإجتماعي في دعم النشاطات الدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية . ولم يكن أمر وقف المكتبات الخاصة حسنة من الحسنات ، ومنة يتعالى بها الخلفاء والعلماء والموسرون على المجتمع ، بل كانت نمطا لسلوك راق يمليه الواجب ومطالب التكافل الذي امتازت به مجتمعات المسلمين عبر تاريخهم عما سواهم من المجتمات الأخرى
ولم نعرف عبر تاريخ العالم الإسلامي منذ نشوء دولة بني أمية وبنى العباس حتى عهد متأخر أن تعمير المساجد وبناء المدارس والمعاهد وإقامة الأربطة ودور الايتام والمشافي وتشييد المكتبات العامة والخاصة هى من مسؤوليات الدولة بقدر ما كانت مسؤولية إقامة تلك الهيئات جزءًا من مسؤوليات الأفراد تجاه مجتمعاتهم ، يثرون بتلك الالتزامات روابطهم بالمجتمع ، وتعمق من تحقيق التكافل المطلوب بين الأفراد القادرين والأفراد المحتاجين من شرائح المجتمع ، يبتغون مرضاة الله ورضوانه ، وعملا صالحًا متواصلا يسرى مسرى الصدقة الجارية ولسنا بصدد إقامة الأدلة على ذلك ، بل إن مصادر التاريخ قد حفلت بالأمثلة العديدة لما قام به الأفراد من وقف للمكتبات الخاصة لصالح العامة من العلماء وطلاب العلم ، وقد كان لخلفاء بني العباس السبق في بناء المكتبات الخاصة بأركان قصورهم ووقفها لصالح طلاب العلم ، وتأمين الصرف عليها بحبس ما يؤمن استمرارها في أداء رسالتها ونموها في قادم الأيام حتى غدت تلك المكتبات الوقفية خلال العصور الوسطي الإسلامية ظاهرة
·